وروى الإمام الربيع بإسناده إلى الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه(1) أنه فسر الزيادة بغرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب كما سبق عن ابن عباس، وروى ابن جرير عن الحسن أنه فسرها بمغفرة من الله ورضوان، وهو مروي عن مجاهد عن الربيع، وروى الربيع عن أبي حازم، وابن جرير عن ابن زيد: أنها عدم محاسبتهم على ما أعطاهم في الدنيا. وروى الربيع عن الشعبي أن الزيادة دخول الجنة، وعن محمد بن كعب: ما يزيدهم الله من الكرامة والثواب(2).
وهذه الاقوال بعضها متباين وبعضها متداخل أو متقارب، وأظهرها: أن الزيادة هي ما يمد الله به عباده في الجنة من فيوض عطائه الحسي والمعنوي بغير حدود؛ لأنه يدل عليه حديث ابن عباس المرفوع عند الربيع ويقتضيه حديث صهيب المرفوع عند الشيخين حسب مفهومه الصحيح(3).
قال تعالى: {ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله}(4) فبين أن الزيادة من فضله ولم يقل من رؤيته. فتبين أن الزيادة لاتكون إلا من جنس المزيد عليه ولاتكون أرفع منه.
الدليل الثالث:
{لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد}(5)، بناءا على ما روى بعضهم أن المزيد هو رؤية الله تعالى.
وما قيل لهم في الزيادة، يقال في المزيد حيث أن الآية فسرت بأن لهم ما يشاؤون من أنواع النعم ولدينا مزيد وهو مالم يخطر ببالهم وزيادة على ما يستحقون بأعمالهم.
পৃষ্ঠা ৬৭