ولو أن الحديث كان نصا صريحا في تفسير النظر بالرؤية لما قامت به حجة، لأحاديته ومعارضته لما هو أقوى منه متنا ودلالة من أدلة نفيها. فكيف وهو يعتريه الإحتمال؟ وقد قيل: إن الدليل إذا اعتراه الإحتمال سقط به الإستدلال.
والقضية قضية عقيدة فلا يستدل فيها إلا بما كان قطعيا متنا ودلالة، وفي إسناد هذا الحديث حماد بن سلمة، أنكروا عليه أحاديث الصفات، ومنها هذا الخبر.
رابعا: فقد روي عن السلف تفسيرهم الزيادة في الآية بغير الرؤية، فلو كان الحديث نصا صريحا صحيحا على تفسيرها بالرؤية لما كان لهم أن يعدلوا عنه إلى غيره، ومن أمثلة ذلك ما رواه الإمامان الربيع وابن جرير عن ابن عباس(1) رضي الله عنه أنه فسرها: بغرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب، وروى الإمام الربيع عن ابن عباس مرفوعا: ((إن أهل الجنة لايزالون متعجبين على ذلك مما هم فيه حتى يفتح الله لهم باب المزيد فإذا فتح لهم كان لايأتيهم منه شيء إلا وهو أفضل مما في جنتهم )).
وروى ابن جرير عنه وعن علقمة بن قيس أن الزيادة مضاعفة الحسنة إلى عشر امثالها، وهذا رواه الإمام الربيع عنه وعن الحسن.
পৃষ্ঠা ৬৬