4 وسئل نفع الله به: لم وقعت رؤية الله في الآخرة لا في الدنيا؟ فأجاب بقوله: سبب ذلك كما أفاده الإمام مالك رضي الله عنه، ضعف قوى أهل الدنيا عن ذلك بخلافهم في الآخرة، فإنهم خلقوا للبقاء، وخص نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بالرؤية ليلة الإسراء بعين بصره على الأصح كرامة له.
5 وسئل نفع الله به: عن النساء أيضا هل يرين ربهن؟
فأجاب بقوله: لا يرين، لعدم دليل خاص فيهن، وقيل يرين لدخولهن في العموم، وقيل يرين في الأعياد خاصة، ولا يرين مع الرجال في أعياد الجمع، ورجح لحديث فيه، وبه جزم ابن رجب واستثنى الجلال السيوطي سائر الصديقات فقال: إنهن يرين مع الرجال كرامة لهن(1) انتهى.
ولولا أني أردت أن أوقفك أيها القارئ الكريم على هذا الخلط العجيب والإختلاف الغريب لما نقلت حرفا واحدا وتستطيع أن تدرك ببصيرتك من خلال مطالعتك للأقوال السابقة مصدر هذه الآراء ألا وهي الأحاديث التي زخرت بها صحاحهم التي جعلوا لها قداسة تفوق قداسة القرآن حتى وقفت عقبة كؤودا أمامهم منعتهم عن تدبر القرآن الكريم، وتدفع بهم أحيانا لتأويل بعض الآيات التي لا تتفق مع ما يقولون، تأويلا متعسفا ، والقارئ اللبيب الذي يجعل من ضميره وعقله ووجدانه حكما في هذه المسألة حري بأن يلمس بنفسه حقيقة الجهل الفظيع ويرى بأم عينيه الدفاع المتعسف عن حمى هذه الأقوال المعتمدة فيما يسمى بالصحاح.
পৃষ্ঠা ৩৬