يقرب مِنْهُ فِيهِ وَلَا يبرح مَا دَامَ مكلما لَهُ ومقبلا عَلَيْهِ وَلَا يُقيم إِذا فرغ مِمَّا بَينه وَبَينه وَإِذا خرج وَهُوَ يُشَاهِدهُ جعل خُرُوجه تراجعا إِلَى وَرَائه لِئَلَّا يوليه ظَهره فَإِذا غَابَ عَن طرفه استقام فِي مَشْيه وان يمْتَنع من الضحك وان جرى مَا يُوجِبهُ فان من كثر ضحكة سخفت هَيئته وَمن زَاد مرحة سَقَطت هيبته وَمن فضل كَلَامه على قدر الْحَاجة أُصِيبَت غرته وَكَثُرت عثرته وَأَن يتَجَنَّب المخاط والبصاق على الْجُمْلَة وَالْإِطْلَاق والسعال والعطاس على قدر مَا اسْتَطَاعَ وأطاق فَإِن اجل مَا يكون الْإِنْسَان فِي عين صَاحبه إِذا كَانَ شخصا صمتا وجسما صدى لَا يخرج مِنْهُ شَيْء كالبصاق والمخاط وَلَا يدْخل إِلَيْهِ شَيْء كالطعام وَالشرَاب وَمَتى استرسل فِي ذَاك مَعَ سُلْطَانه فَهبت بهجته من عينه وَقَلبه وَظَهَرت نبوته فِي طرفَة وَلَفظه فَأَما الثَّانِيَة فَتجوز مَعَ الأخوان والجلساء وَتحرم مَعَ الْأَصْحَاب والرؤساء وَأما الأولى فَتحرم مَعَ الْكل وتقبح مَعَ الْجَمِيع وَأَن يتحرز من الْحَاجة إِلَى استثبات الْخَلِيفَة فِي أَمر يَأْمُرهُ بِهِ أَو قَول يُورِدهُ عَلَيْهِ بِفضل الإصغاء والإصاخة إِلَى مَا يخاطبه بِهِ فَإِنَّهُ بَين أَلا يفهمهُ فقد استعجم عَلَيْهِ مَا يُرَاد مِنْهُ أَو يستعيده فقد كلفه من الْإِعَادَة مَا فَارق فِيهِ الْآدَاب اللائقة وَأَن يتَجَنَّب أيراد حِكَايَة تستمحل أَو لفظ يسترذل فقد قيل ان بعض وزراء الْبِلَاد الَّتِي لَا يعرف أَهلهَا النعام وصف لصَاحبه طائرا يبتلع الْجَمْر وَالْحَدِيد الَّذِي توقد عَلَيْهِ النَّار وعنى النعام فكذب
1 / 35