রুম
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
জনগুলি
25
قيصرية فلسطين
واشمأز أوريجانيوس ونفر من ديمتريوس بطريرك الإسكندرية، فخرج منها في السنة 232 وأم قيصرية فلسطين المدينة التي رحبت به من قبل وأصغت إليه وسامته كاهنا مسيحيا، فأقام فيها وأسس مدرسة جديدة ، وقرأ عليه فيها غريغوريوس العجائبي وأخوه اثينادوروس ويوسيبيوس المؤرخ وغيرهم، وفيها جمع مكتبته الشهيرة وصنف الهكسبلة في شرح الأسفار المقدسة، ومنها خرج لزيارة آثينة سنة 240 وبلاد العرب سنة 244، وفيها أذاقه داقيوس الإمبراطور مر الاضطهاد (250) فخرج منها رغم أنفه وسيق إلى صور؛ حيث سجن وتوفي في السنة 254 أو 255.
وبعد أوريجانيوس أم قيصرية بمفيليوس البيروتي، وكان هذا قد وزع أمواله على الفقراء والمساكين ورحل إلى الإسكندرية، فدرس فيها على خلف أوريجانيوس، ثم استوطن قيصرية فلسطين وأنشأ فيها مدرسة لتدريس العلوم الدينية، وجمع ما كان قد تبعثر من كتب أوريجانيوس ونسخ ما لم يتمكن من ابتياعه منها بخط يده، وكان يستنسخ الكتب الإلهية مستندا إلى ما أورثه إياه أوريجانيوس، فينثرها في البلاد نثرا، وكان يوسيبيوس تلميذه يعاونه في عمله هذا على ما تشهد به بعض النسخ.
وممن اشتهرت بهم قيصرية فلسطين يوسيبيوس المؤرخ، ولد يوسيبيوس في قيصرية أو في مكان قريب منها، في حدود السنة 265، وقرأ العلم على بمفيليوس البيروتي وعلى دوروثاوس الأنطاكي، واتخذ بمفيليوس خدينا له وتسمى باسمه وتقلد الكهنوت من يد سلفه الأسقف أغابيوس، وسيم أسقفا على قيصرية في حدود السنة 313، ووعى علوم زمانه فبرع - بحسب مقياس ذلك العصر - في تاريخ الأسفار المقدسة وفي تاريخ الوثنية وتاريخ الشرق القديم وفي الجغرافية والفلسفة والفلك وحساب التقويم، فشرح أشعيا والمزامير وغيرها.
وحسب لعيد الفصح مع ما في ذلك من عقد ومشاكل، وعرف جغرافية فلسطين وتاريخها معرفة جيدة، فتمكن من إرشاد الحجاج الذي بدءوا منذ عهده يزورون الأماكن المقدسة، وكان خطيبا حسن اللفظ أنيق اللهجة فصيحا بليغا. ومن مواقفه الخطابية المأثورة خطبته في مجمع نيقية، وذاع صيته فحظي عند قسطنطين بمكانة سنية وأعد لهذا الإمبراطور خمسين نسخة من الكتاب المقدس بناء على طلبه. «وكان يوسيبيوس من المنتصرين لأوريجانيوس، وقد وافق آريوس في أسلوبه دون نظرياته، ومما يستدعي الأسف أنه بعد ما وقع أعمال المجمع النيقاوي واطأ خصوم هذا المجمع على مقاومة أصوله، فشارك الآريوسيين في مجامعهم وعده بعضهم من أنصاف الآريوسية مع أنك لا تجد في تاريخه البيعي وكتابه الظهور الإلهي إلا إجهارا صريحا للاهوت السيد المسيح.»
26
وتعددت مصنفات يوسيبيوس؛ لأنه ظل يكتب حتى الثمانين، ومصنفاته تشكل محاولة جبارة لإحلال النصرانية المنزلة اللائقة بها، وللرد على من استخف بها وطعن فيها أمثال بورفيريوس الفيلسوف، فالنصرانية في نظر يوسيبيوس قدر لها - منذ الأزل - أن ترث الأرض وما نشأ عليها من حضارة، وما تم السلم الروماني في عهد أوغوسطوس إلا ليمهد السبيل للرسل في عملهم التبشيري، وبورفيريوس لم يضع ضد النصرانية تصانيفه ال
Historia
وال
অজানা পৃষ্ঠা