168

রুম

الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب

জনগুলি

20

وتوفي يزيد بن معاوية في السنة 683، وتولى الخلافة بعده ابنه معاوية الثاني، ورأى هذا أنه ليس بأهل للخلافة، فخلع منها نفسه ولم يعين له خليفة، فعادت الأمور إلى ما كانت عليه قبل ثلاث سنوات عندما توفي معاوية الأول، وتبوأ العرش مروان بن الحكم والأعداء له بالمرصاد، وكان رجلا طاعنا في السن، وكان قسطنطين الرابع قد استغل مشاكل يزيد فأكرهه على الخروج من قبرص. وجاءت مشاكل معاوية الثاني ومروان فزحفت جيوش قسطنطين عبر الحدود الجنوبية، فدكت حصون ملاطية وأجلت العرب عن جرمانية «مرعش» (683)، وتوفي مروان فاضطر ابنه وخليفته عبد الملك أن يفاوض الروم وأن يدفع مالا سنويا أكثر مما كان العرب يدفعون من قبل، وتم الصلح على هذا الشرط في السابع من تموز سنة 685.

21

يوستنيانوس الثاني (685-695)

وتوفي قسطنطين الرابع بداء الزحار في أول أيلول من السنة 685، وتولى العرش بعده ابنه يوستنيانوس الأشرم،

22

وكان لا يزال في السادسة عشرة من عمره، وكان كأبيه وجده ذكيا شجاعا نشيطا، وكان طموحا مشبعا بحب العظمة والمجد، فأراد أن يحتذي مثال سميه يوستنيانوس الكبير، ولكنه كسائر أفراد أسرته كان يشكو شيئا من قلة الاتزان، فتطور سوء ظنه بالناس وحبه للعنف إلى شراسة في الخلق ورغبة في سفك الدماء.

ونقض يوستنيانوس هذا معاهدة السنة 685 مع العرب وأرسل جيوشه لقتالهم، وكان عبد الملك لا يزال مرتبكا مشغولا في تثبيت دعائم خلافته ضد منافسين أقوياء، فاشترى الصلح مع الروم في السنة 689 وقبل أن يدفع ليوستنيانوس الثاني مالا سنويا أعظم مما دفعه معاوية: ثلاثمائة وخمسة وستين ألفا من قطع الذهب، وثلاثمائة وستين عبدا، وثلاثمائة وستين جوادا كريما، وقبل بأن يقسم ولايات إيبيرية وأرمينية وقبرص بينه وبين يوستنيانوس بالسوية.

وعلم عبد الملك - فيما يظهر - أن خصمه كان ضعيف البصيرة ففاتحه بخذل المردة والعمل على نقلهم من تلال لبنان وسورية والأمانوس، فقبل يوستنيانوس وحطم بيده «هذا السور النحاسي الذي كان يفصل حدوده عن حدود خصومه العرب المسلمين»،

23

অজানা পৃষ্ঠা