158

রুম

الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب

জনগুলি

ولعله رأى أن التجمع في منطقة آمنة يشن منها هجوما جديدا على العرب المسلمين أجدى من البقاء في الشام؛ ولذا تراجع عن فلسطين وذهب إلى مصر.

وكانت مصر أيضا القاعدة التي انطلقت منها حملة قسطنطين بن هرقل على أنطاكية، وكان البحر لا يزال في أيدي الروم يمدون منه قيصرية فلسطين بالمؤن والذخائر والرجال، وكانت قيصرية لا تزال صامدة في وجه عمرو بن العاص،

36

فهي لم تسقط في أيدي العرب المسلمين قبل السنة 640، وكانت مصر تطل على الحجاز، على مكة والمدينة، وقد ينطلق الروم منها إلى الحجاز مباشرة فيصيبون الحركة الإسلامية في منابعها الرئيسة، وكانت مصر أيضا لا تزال أهراء القسطنطينية ومركز تموينها، وجاء في كتاب فتح مصر لابن عبد الحكم أن عمرو بن العاص كتب إلى عمر يقول: «إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعونا لهم، وهي أكثر الأرض أموالا.»

37

ولا بد من أن يكون قد شارك عمرو في رأيه هذا رجال الثروة والمال في مكة، فطبيعي أن يكون هؤلاء قد لمسوا عظمة التجارة بين الشرق والغرب، تلك التجارة التي كانت تمر عبر مصر ولبنان وسورية، وبعضها كان يمر بين أيدي الأثرياء المكيين قادما من الجنوب ليبلغ إلى ساحل مصر وفلسطين. وليس من المستبعد أن يكون عمرو بن العاص، وعثمان بن عفان، والمغيرة بن شعبة، وغيرهم من تجار مكة؛ قد زاروا مصر قبل الإسلام، وشاهدوا بأم العين اتساع الحركة التجارية فيها - كما جاء في أخبار ابن عبد الحكم وأخبار السيوطي.

38

ويرى المستشرق المستعرب فيات

Wiet

أن مدينة قفط في الصعيد كانت قد أصبحت نصف عربية قبل الإسلام.

অজানা পৃষ্ঠা