============================================================
51 علي الجسري أزل، و المخلوق محدث فكيف للمخلوق الحدث أن يعاين الخالق المحدث؟ انه يستحيل للمخلوق آن يرى الخالق لاختلاف طبيعة كل منهما، ولاستحالة معاينة المخلوقين خالقهم و لحاجة المخلوقين أن يعرفوا خالقهم ليعبدوه عن علم به و معرفة فان الذات الالهية اخترعت من نورها نورا لا حد له فجعلته حجاها و جعلته موضع آسمائها ونحلته صفاتحا، و بجذا الحجاب ظهرت الذات الإطهية للمخلوقين عندما كانوا مخلوقات نورانية بأبدان من نور فشاهدوها وعاينوها من خلال ذلك الحجاب، فظهرت لأهل كل سماء ججاب نورانى من جنسهم تأنيسا لهم و تعريفا بنفسها لهم ليعبدوا خالقهم حق عبادته، فكانت أسماء الله التي عرفها المخلوقون و سكوا جا خالقهم واقعة على ذلك الحجاب الذي اتخذه الله و ليس على ذاته التى هي غيب مطلق لا يعلمه احد.
عندما شاءت الذات الإلهية أن تحبط الخلق إلى الأرض وجعلت أرواحهم في هياكل بشرية من لحم ودم خلقتها لهم من التراب و صار لهم أشكالا من مثلى و مثلك ظهرت يهم بجاب من جنسهم، حجابا بشريا من طين كمثلهم، هذا الحجاب هو حجاب ادم و جذا الحجاب خاطب الله خلقه في الأرض، إن ادم ليس رجلا و ليس بشرا جاء م نه بنو البشر بل هو الطبيعة التى تشكل حا الحجاب الذي احتجبت به الذات الإلهية و ظهرت بجنس بني ادم، و بنو ادم لا تعني آيناء رجل بل آبناء الأدم أو الأم و هو الأرض التي خلق منها الله هياكل بني البشر واسكن فيها الخلق النورانيين الذين أوجدهم في البدء قبل أن يهبطهم إلى الأرض بسبب إنكارهم و شكهم في الله، فظهر حجاب الله
পৃষ্ঠা ১৫