ولقد مررت بقاص منهم يقص والقارئ يقرأ : {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة } وهو يقول : بلغنا عن الحسن وجماعة من العلماء أن قالوا : يؤتى بالشيطان يوم القيامة فيقال له : هلا سجدت إذ أمرت ؟ قال : فيقول الشيطان ما قدرت عليه ولا مكنت منه وحيل بيني وبين السجود وخلق في الإباء , ولو خليت لسجدت . فيقال له كذبت بل من نفسك أتيت . فيقول لي شهود يشهدون على ما قلت , فينادي : أين شهود الشيطان وخصماء الرحمن ؟ فيقوم جماعة من المجبرة فيقولون : صدق الشيطان , فيشهدون له , فيخرج من أفواههم دخان اسود تسود وجوههم ثم يبعث بهم معه إلى النار . وذكر عن علي _عليه السلام _ حديثا طويلا أن المجبرة خصماء الرحمن وشهود الشيطان وقدرية هذه الأمة ومجوسها . والقوم يرفعون أصواتهم باللعن علي وعليكم , ويقولون لعن الله الشيطان وأتباعه وأشياعه . فقال بعض المشايخ ممن كان معي : أيها الشيخ ! إليك المشتكي في عظيم هذه البلوى , دبرنا في أمرهم . فقام معتزلي من ا لجن , فقال : التدبير هو الصبر أو القبر . ثم أنشاء يقول :
رب من أشجاه ذكري وهو لم يخطر ببالي
قلبه ملآن من بغ ضي وقلبي منه خالي
لقد مررت بقاص من أصحابنا شيخ كبير وحوله جماعة من أصحابنا المجبرة وهو يقص , فقرأ قارئ قوله تعالى : { وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين } .
পৃষ্ঠা ১২