ذكرنا في كتابنا الموسوم ' بالفصل في الملل والنحل ' ( 1 ) الفصل الذي في توراتهم في ذكر أنسابهم ، وبينا عظيم الكذب فيه : وهو انهم ذكروا ان سبعة نفر من بني إسرائيل من ولد قاهث بن لاوي نسلوا ثمانية آلاف ذكر قبل موتهم في التيه ، وأولئك السبعة أحياء قائمون ( 2 ) وهم حينئذ أكثر ( 3 ) ما كانوا . وقد قال بعضهم : إن هذا من المعجزات . فأجبناه بان المعجزات إنما تكون [ 160 / أ ] للأنبياء عليهم السلام ، وأما لكفار ( 4 ) عاصين فلا . هذا سوى ما في توراتهم من شرائعهم التي يلتزمونها الآن كالقرابين ، وكمن مس نجسا فإنه ينجس إلى الليل ، ومن حضر على مقبرة ينجس إلى الليل حتى يغتسل كله بالماء . وأما الصلوات التي يصلونها الآن فمن وضع أحبارهم ، فيكفيهم انهم على غير شريعة موسى عليه السلام ولا على شريعة نبي من الأنبياء .
54 - ومن طرائفهم قولهم في كتاب لهم : يعرف ( بشعر توما ) ان تكسير ما بي جبهة خالقهم ( 5 ) إلى أنفه كذا وكذا ذراعا . وقالوا في كتاب لهم من ' التلمود ' - وهو فقهم ( 6 ) - يسمى ' سادر ناشيم ' ( 7 ) ومعناه حيض النساء : ان في رأس خالقهم تاجا من كذا وكذا قنطارا من الذهب ، وان صديقون ( 8 ) الملك هو يجلس التاج على رأس خالقهم ، وان في إصبع خالقهم خاتما تضيء من فصه الشمس والكواكب .
55 - ومن طوامهم ( 9 ) قولهم عن رجل من أحبارهم الذين يريدون ، ان من شتم أحدا منهم يقتل ، ومن شتم أحد الأنبياء لا يقتل . فذكر عن لعين منهم يدعونه إسماعيل انه قال لهم ، وكلامه عندهم والوحي سيان ، فقال : كنت أمشي ذات يوم في خراب بيت المقدس ، فوجدت الله تعالى في تلك الخرب يبكي ويئن كما تئن الحمامة ( 1 ) ، وهو يقول ( 2 ) : ويلي هدمت بيتي
পৃষ্ঠা ৬৪