مسرتي، ومساءته مساءتي، ولكن التعاون على الخير ودفع الأذى والعدوان مفروضان علينا «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» (13) فشكرت لفضيلة السيد محبته ومودته وغيرته، ثم قلت: إن ما تعدونه في إمامنا المحبوب من غيرته على الدين والأمة، وحبه للإصلاح والدفاع هو الذي يدعوكم إلى تذكير جلالته بما ترونه واجبا، «قلت» ولكن مدار الأعمال على المال، وهو الآن غير ميسور، وأنا أعلم من جلالة الملك أن كل ما يراه المفكرون- على اختلاف مشاربهم وأذواقهم- ضروريا، وكل ما سمعه أو علمه من مقترحاتهم، فهو إما أن يرى رأيهم فيه فيؤخره عنه عدم وجود المال، وإما لأنه لا يرى المصلحة فيه.
قال فضيلته: أما الأعمال، فمدارها على الرجال والمال، والمال وحده لا ينشئ الأعمال، وأما الرجال العاملون العارفون فهم يوجدون طرقا لتكثير الثروة وحفظها، ويقومون بالأعمال والمشاريع النافعة التي تظهر ثمرة المال وفوائده، قال: وأنا أعلم أن بلاد الحجاز تحتاج إليهما جميعا، لتقوى وتعمر وليدوم لها ولإمامنا فيها الهناء والرخاء، ويكسب ثقة العالم الإسلامي كله، وأنا على يقين من أنه لا يقوم عمل في الدنيا بدونهما «الرجال والمال» وأخاف من عواقب فقدانهما، ولا تزال بحمد الله- الفرصة سانحة بوجود هذا الإمام المحبوب،
পৃষ্ঠা ৬৫