164

============================================================

وروي عنه أيضا أنه قال : " رأيت النبي لله ، يبكي فقلت : ما يبكيك؟ فقال : امرت تخوفته على أمتي: الشرك، أما إنهم لا يعبدون صنما ولا شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا، ولكن يراءون بأعمالهم، فكان أخوف ما أخاف عليهم الرياء" (1) .

وأما الوجه الذي هو آدنى وايسر : فإرادة العباد بطاعة الله عز وجل ، وإرادة ثواب الله عز وجل، يجتمعان في القلب .

فالإرادتان: إرادة المخلوقين، وإرادة ثواب الله، آدنى الرياء، وهو الشرك بالارادة في العمل، لأن الأول: أراد الناس ولم يرد الله عز وجل، وهذا أراد الى عز وجل والناس، فأشرك في عمله يطلب حمد الله عز وجل، وطلب حمد المخلوقين.

و كذلك يروي أبو هريرة عن النبي له: " إن الله تبارك يقول أنا أغنى الشركاء عن الشريك من عمل لفي عملا أشرك فيه غيري فأنا منه بريء وهو للذي أشر كه" (2) فأبان بذلك أن من الرياء إرادة الله عز وجل، وإرادة خلقه .ا وقال طاووس: "جاء رجل إلى النبي عالله ، فقال : يا رسول الله ، الرجل يتصدق و يحب آن يحمد ويؤجر، فلم يدر النبي عله ما يقول، حتى نزلت عليه هذه الآية : فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)(2).

فأنزلها الله عز وجل جوابا لقول السائل، إذ سأل عمن أراد الله (4) عز وجل واراد حمد المخلوقين.

(1) انظر الباب العشرين من الوصايا للمحاسي. والحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند، 24/4، (2) أخرجه : مسلم في صحيحه، -46 من كتاب الزهد، وإبن ماجه في سننه ، الباب 21 من كتاب الزهد. والترمذي تفسير سورة 18 . والإمام أحد في المسند 301/2، 435، 466/3، 215/4.

(3) سورة الكهف، الآية: 110.

(4) في ط: من أراد الله...

164

পৃষ্ঠা ১৬৩