রাই ফি আবি আলা

আমিন খুলি d. 1385 AH
225

রাই ফি আবি আলা

رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه

জনগুলি

وإذا كانت النزعة النفسية للتسبيح والوعظ قد أثرت في شعر الزهد وذم الدنيا، ولوم الناس من اللزوميات، فإن غير ذلك من حركات النفس قد أثر في حب الدنيا، وتمجيد القوة، ونسيان الزهد في ذلك الشعر والنثر الذي رأينا شواهده آنفا فيما سبق من الصورة غير المتعارفة لأبي العلاء.

ومن كل أولئك لا يسهل على الباحث أن يجد في تلك الأسباب التي أشار إليها الأدباء في تقابل الآراء ما يفسر صنيع أبي العلاء الذي جرى في غير مجراهم، وعرض لغير ما عرضوا له، بروح غير روحهم، وتناول مخالف لتناولهم، ولن يكفي بعض تلك الأسباب مفردا، ولا تكفي تلك الأسباب كلها مجتمعة، تعليلا لتلك الظاهرة التي شملت فن الرجل، وسادت فيه سيادة واضحة، ووجب إذن على الدارس الدقيق أن يلتمس سببا وراء ذلك كله، وهذا ما وجدنا أن أهدى السبيل إليه هو الاستعانة بالنفسيات، والوصل بين الأديب وأدبه، والابتداء بشخصيته وما عرف من حالها في فهمه وتذوق فنه وتبين ما غمض أو استبهم منه، وذلكم هو الدرس النفسي الذي طمعنا في أن نقدم منه مثالا في فهم أبي العلاء. على أنا - حفظا لما بين المعاني من التداعي واستيفاء للفكرة عن هذا التقابل في آراء الرجل - نسوق كلمة عن:

تناقض أبي العلاء عند المحدثين

10

وتستطيع الاطمئنان إلى أنهم لم يولوا هذه المسألة عناية كافية، بل أهملوها وهونوا من شأنها؛ لأنهم جميعا - فيما أعرف - يفلسفون الرجل، ويعجبهم من تفلسفه هذا الاهتمام بالمظاهر العملية للإنسان في حياته الخاصة، ويقدرون أن ما يتصل بالدين من شعر أبي العلاء ليس شيئا بالقياس إلى الفلسفة العلائية التي تناولت أطراف العلم الإنساني، وبحثت عن المظاهر العملية للإنسان في حياته الخاصة،

11

وبعد أن يفلسفوه ويحققوا فيه معنى الفيلسوف، وهو الباحث الملائم بين حياته وعمله - على ما ناقشناه سابقا في ص - يبحثون عن الأصل النظري له، ويقررون فيه ما يقررون - مما ناقشناه أولا في بحثنا عن مسألة المعرفة عنده، (ص99 إلى ص103) - فينتهون إلى تقرير أنه: مهما يكن من شيء فإن لأبي العلاء آراء ثابتة قد استقر عليها حياته كلها لم ينكرها ولم يشك فيها،

12

فهم بذلك كله يكبرون عنايته بالمظاهر العملية للإنسان في حياته بعد تقرير موافقة عمله في الحياة لبحثه الفلسفي، ويرون له بعد ذلك آراء ثابتة لعلها لا تكون عندهم أكثر ما تكون، وأثبت ما تكون إلا في المظاهر العملية للإنسان في حياته؛ إذ تقضي بها ضرورة مطابقة سلوك الفيلسوف لأصوله الفلسفية، ويزيد ذلك عند أبي العلاء ما له من عناية خاصة بتلك المظاهر العملية للإنسان في حياته - على ما يقولون - والقارئ يذكر أنا لم نختر من فلسفة أبي العلاء التي لم يثبت فيها على رأي، والتي تتقابل فيها آراؤه ذلك التقابل الجلي الواضح، لم نختر شاهدا لذلك التقابل إلا هاتيك المظاهر العملية للإنسان في حياته الخاصة، ومع مجتمعه الصغير، وهو الأسرة، ومجتمعه الكبير وهو الأمة - على ما مر في الصفحات من 10 إلى 89.

ومن كل أولئك يتضح ما نشير إليه من إهمال المحدثين لهذا التناقض في آراء الرجل، أو ما آثرنا أخيرا أن نعبر عنه بكلمة التقابل، تاركين التناقض والنقيض للجو الفلسفي، جو هذه الاصطلاحات، إذ ارتحنا إلى أن صاحبنا ليس فيلسوفا.

অজানা পৃষ্ঠা