রওয়াদ বাহিয়্যা
شرح اللمعة
بداية للرأي والنظر إن صح هذا الاعتبار. ومع ذلك فقد كان البحث الفقهي في هذه الفترة يقضي مراحل نموه الاولية. ولم يقدر له بعد أن يبلغ حد المراهقة، فكانت الرسائل الفقهية في هذه المدرسة لا تتجاوز عرض الاحاديث من غير تعرض للمناقشة والاحتجاج ونقد الآراء وبحثها، وتفريع فروع جديدة عليها. ولم يتجاوز البحث الفقهي في الغالب عن حدود الفروع الفقهية المذكورة في حديث (أهل البيت) (عليهم السلام)، ولم يفرغ الفقهاء بصورة كاملة لتفريغ فروع جديدة للمناقشة والرأي.
وكانت الفتاوى في الغالب نصوص الاحاديث مع إسقاط الاسناد وبعض الالفاظ في بعض الحالات؟ ومن لاحظ ما كتبه (علي بن بابويه القمي والد الصدوق) وكانت له رسالة إلى ولده يذكر فيها فتاواه.
وما كتبه (الصدوق) كالمقنع والهداية.
وما كتبه (ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين) الفقيه الرازي المتوفى سنة 381.
و(جعفر بن محمد بن قولويه) وغيرهم من هذه الطبقة يطمئن إلى أن النهج العام في (البحث الفقهي) في هذه الفترة، لم يتجاوز حدود عرض ما صح من الروايات والاحاديث، رغم توسع المدرسة في هذه الفترة، وتلك هو أهم ملامح (مدرسة قم والري) في هذه الفترة.
(العصر الرابع)
مدرسة بغداد
في القرن الخامس الهجري انتقلت المدرسة من (قم والري) إلى (بغداد) حاضرة العالم الاسلامي عامة. وكان لهذا الانتقال أسباب عديدة:
(الاول) ضعف جهاز الحكم العباسي، حيث ضعفت سيطرتهم في هذه القترة، ودب الانحلال في كيان الجهاز، فلم يجد الجهاز القوة الكافية لملاحقة (الشيعة) والضغط عليهم، كما كان. (المنصور والرشيد والمتوكل والمعتصم) وأضرابهم من الخلفاء العباسيين فوجد (فقهاء الشيعة) مجالا للظهور ونشر (الفقه الشيعي)، وممارسة البحث الفقهي بصورة علنية.
(الثاني): ظهور شخصيات فقهية من بيوتات كبيرة. (كالشيخ المفيد والسيد المرتضى) فقد كان هؤلاء يستغلون مكانة بيوتهم الاجتماعية، ومكاناتهم السياسية في نشر (الفقه الشيعي) وتطوير (دراسة الفقه).
(الثالث): توسع المدرسة وتضخمها مما أدى إلى احتلال (بغداد حاضرة العالم الاسلامي) في ذلك الوقت، وقد كانت هذه البيئة الجديدة صالحة لتقبل هذه المدرسة، وتطويرها وخدمتها.
فهي مركز ثقافي كبير من مراكز الحركة العقلية في العالم الاسلامي يقطنها الآلاف من الفقهاء والمحدثين، وتنشر في آلاف المدارس والمكاتب
পৃষ্ঠা ৫৩