রওয়াদ বাহিয়্যা
شرح اللمعة
فكلما كان الانسان فارغا لم يتسع فكره لاكثر من هم بطنه وشهوته كان جزءا مهملا على وجه الارض.
وكلما كان الانسان هادفا في حياته إنسانيا في سلوكه، حركيا عمليا يتوسع فكره لاكثر من نفسه، ويتسع صدره لغير (الانا) و(الذات): كان اكثر تأثيرا في مصير الناس، وبناء التاريخ، وكانت النتيجة بجانبهم ولصالحهم، وذلك لسبب بسيط، فالذي يملك هدفا في الحياة لابد أن يترك أثرا فيها ويطبع الحياة بطابع من هدفه بعكس الذي لا يملك هدفا، فانه لايهمه أن يتحقق هذا الهدف، أولا يتحقق ويطبع الحياة هذا الطابع أو لا يطبعها، وإنما الذي يهمه هو أن يرتع ويلعب ويخوض مع الخائضين ويعبث مع العابثين.
وطبيعة هذه الحياة غير الهادفة تنتهي بالشخص إلى الضياع بعكس الذين يملكون هدفا في الحياة فلا يمكن أن يضيعوا، ولا يمكن أن تغطيهم الاتجاهات الاخرى، ولا يمكن أن يقضي التاريخ على معالمها وملامحها.
وبهذا الشكل نجد أن لا تعارض هناك بين الانسان الهادف، والانسان غير الهادف، وأن الانسان الهادف، يشق طريقه من بين صنوف غير الهادفين، ولذلك فالعاقبة دائما لصالح العاملين الصالحين، والنتيجة لهم ومهما تحملوا من عناء، ومهما وجدوا أذى، ومهما لاقوا من محن، ولامر ما قال الله تعالى: إن الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين(1). وهذا ما يدفع العاملين أن يخوضوا ميادين الكفاح والجهاد، ولا يفكروا في راحة وسكون، فالراحة والنعيم والسكون والهدوء لم تخلق لهم
পৃষ্ঠা ১৪৮