سليمان وكذا في فضائل بيت المقدس لابن الجوزي فقال قال علماء السير كان بيت المقدس قد خرب حتى صار كالمزابل فأمر الله تعالى سليمان ببنائه وذلك لأربع سنين مضت من ملكه فبناه في سبع سنين ويأتي آخر الكلام على ذكر سليمان من الفصل الثالث والثلاثين كلام النووي في ذلك فراجعه ثم قال ابن الجوزي عقب كلامه هذا ومن هبوط آدم إلى بناء سليمان بيت المقدس أربعة آلاف سنة وأربعمائة سنة وسبعون سنة انتهى والله أعلم وبسنده إلى وهب بن منبه عن كعب قال أوحى الله عز وجل إلى سليمان ان ابن بيت المقدس فجمع حكماء الأن وعفاريت الجن وعظماء الشياطين ثم فرق الشياطين فجعل منهم فريقا يبنون وفريقا يقطعون الصخر والعمد من معادن الرخام وفريقا يغوصون في البحر فيخرجون منه الدر الدرة منها مثل بيضة النعامة ومثل بيضة الدجاجة وأخذ في بناء المسجد فلم يثبت البناء وكان عليه حين بناه داود فأمر بهدمه ثم حفر الأرض حتى بلغ الماء فقال أسوا على الماء فألقوا فيه الحجارة إلى أن قال وعمل سليمان بيت المقدس عملا لا يوصف ولا يبلغ كنهه أحد وزينه بالذهب والفضة والدر والياقوت والمرجان وألوان أنواء الجواهر في سمائه وأرضه وأبوابه وجدره وأركانه على وجه لم ير مثله وتسامعت به ملو الأرض والخلائق وكان نصب أعينهم لكن لم يروموه مع سليمان ولا حدثوا به أنفهم فلما فرغ جمع سليمان الناس وأخبرهم أنه مسجد لله تعالى أمره ببنائه وأن كل شيء فيه الله تعالى من أنتقصه أو شيئا منه فقد خان الله عز وجل وأن داود كان الله عهد إليه ذلك وأوصى سليمان بذلك من بعده واتخذ سليمان طعاما وجمع الناس فلم ير جمعا ولا مجمعا أكثر منه ثم أمر بالقربان فقرب الله تعالى قبل أن يطعم الناس فوضع القربان في رحبة المسجد وهو ثوران فأوقفهما قريبا من الصخرة فدعا بدعاء ومنه اللهم أنت وهبت لي عذا الملك منا منك وطولا علي وعلى والدي من قبلي وأنت الذي ابتدأتني وإياه بالنعمة والكرامة وجعلته كم بين عبادك وخليفة في أرضك وجعلتني وارثه من بعده وخليفته في قومه وأنت الذي خصصتني بولاية مجدك هذا وأكرمتني به قبل أن تخلقني فلك الحمد على ذلك والمن والطول اللهم وأسالك كذا في كتاب الأن وفي مثير
পৃষ্ঠা ৪৫