الفصل الثالث في بناء داود بيت المقدس وفي كتاب الأن بسنده إلى سعيد بن المسيب قال لما أمر الله تعالى داود أن ييني مسجد بيت المقدس قال يا رب وأين أبنيه؟ قال حيث ترى الملك شاهرا سيفه قال فرآه في ذلك المكان قأخذ داود فأسس قواعده ورفع حائطه فلما ارتفع انهدم فقال داود يا رب أمرتني أن أبي لك بيتا فلما ارتفع هدمته فقال يا داود إنما جعلتك خليفتي في خلقي لم أخذته من صاحبه بغير ثمن إنه يبنيه رجل من ولدك فلما كان سليمان ساوم صاحب الأرض بها فقال له هي بقنطار فقاله سليمان قد استوجبتها فقال له صاحب الأرض هي خير أم ذاك قال بل هي خير قال فإنه قد بدا لي قال أولي قد أوجبتها قال بلى ولكن البيعين بالخيار مالم يتفرقا قال ابن المبارك أي وهو احد رواته هذا فلم يزل يراده ويقول له مثل قوله الأول حتى استوجبها منه بسبعة قناطير وفي الباب أثار كثيرة منها بسنده إلى وهب بن منبه قصة وفيها أن داود قال لبني إسرائيل بعدما رفع عنهم الطاعون إن الله رحمكم وعفا عنكم فأحدثوا له شكرا فقالوا مرنا نفعل قال إني لأعلم أمرا أبلغ في شكركم من بناء مسجد على هذا الصعيد الذي رحمكم الله فيه فلنبنه مسجدا يعبد الله عز وجل فيه ويقدسن فيه أنتم ومن بعدكم قالوا نفعل وسأل داود ربه فأذن لهم فشرعوا في عمله وكان الرجل من مساكين بني اسرائيل فيه حق فقال لهم فتريدون أن تبنوا على حقي وأنا رجل ضعيف مكين وكان هذا الموضع موضع بيدري أجمع فيه طعامي يرفق لي حمله لقربه من منزلي يحمله أهلي وولدي فإن بنيتم على موضعي أضررتم بي فانظروا في أمري وكان رجلا له نية وحسبه فأراد أن يعلم كيف قوبتهم وهو طيب النفس أن سلمه لهم فقالوا له ألست تعلم أنه لي أحد من بني إسرائيل إلا وله فيه حق مثل حقك وأنت أبخلهم فإن أعطيتنا طوعا وإلا أخذناه على كره منك
পৃষ্ঠা ৩২