وقد أجمع من يعتد به أن معاوية أول من بغى في الإسلام هذا عندهم، وأما نحن فلا كلام في الأول وقد قال بنحو مقالة العضد واصل وعمرو شيخا الإعتزال في أيام الجهل، وقد نفر عليهما الإمام المهدي عليه السلام في الغايات غاية التنفير: إنما الشك في الصحة عنهما لأنها من رواية الذهبي أولا ففي مسلك النظام يدخلا، وقد سمعت عن بعض العوام ما لا أظن صحته أن المقالة تلك للإمام، ولم ينقم عليهما أكثر منه يا همام، لكن أبنا العصر يأخذون بالتقليد فهو بضاعتهم التي عليها يعولون، ولو سألته من أخبره؟ أو أين وجده؟ لتلجلج ولم يدر ما يقول ولا يعلم أن أدنى استخفاف بأي إمام خطأ كبير.
قال سيدي العلامة أحمد بن محمد الشرفي: بعد نقل ما روى عن واصل وعمرو ثم قال: رواه الإمام المهدي في الغايات والذهبي وكأنه لا يميز بين قال وروى.
وأما الشيخان فقد استحقا إن صح عنهما أن توجه إليهما سهام التقريع وليس العجب إلا ممن يرى التوقف في حق المشائخ والتفسيق، ثم يترحم على هؤلاء فيقول: قال فلان رحمه الله فالحكم واحد على شيخ تيم من مشيخ زمخشر ما قلت في أحدها قلت في الآخر سواء.
পৃষ্ঠা ৯