============================================================
صنعة "الله ومن أحسن من الله" [138/2] صنعة، والله هاهنا هو الداعي، وصنعته آهل الظاهر، وتغييرهم إلى التأويل والباطن، ومن صنع شيئأ فقد خلقه، كما قال المسيح: من لم يلد27 من بطن أمه مرتين، لم يبلغ ملكوت السموات ومعرفة الأرضين، اعني الولادة الدينية ومعرفة النطقاء والأسس، وكذلك قال الناطق : أنا و علي أبوا الؤمنين، اراد ظاهرا وباطنا، وهذا الخلق والتصوير لعبيد مولانا الدعاة الى التوحيد، ومولانا جل وعز لا يدخل في الأعداد، ولا يعد في احاد ، إذ كانت الأعداد والآحاد3" والأزواج والابتداء والانتهاء كلها منه بدت وإليه تعود، سبحانه وتعالى عما يشركون.
وأما قوله بان أرواح النواصب والأضداد ترجع في الكلاب والقردة والخنازير إلى ان ترجع في الحديد وتحمى وتضرب بالمطرقة، وبعضهم في الطير والبوم، وبعضهم ترجع إلى الامرأة التي تثكل ولدها، فقد كذب على مولانا جل ذكره واتى بالبهتان العظيم، ولا يدخل في المعقول ولا جب في عدل مولانا سبحانه بأن يعصيه رجل عاقل لبيب، فيعاقبه في صورة كلب أو خنزير، وهم لا يعقلون ما كانوا عليه في الصورة البشرية، ولا يعرفون ما جنوه، ويصير حديدا يحمى ويضرب بالمطرقة، فاين تكون الحكمة في ذلك والعدل فيهم؟ وإنما تكون الحكمة في عذاب رجل يفهم ويعرف العذاب ليكون مأدبة له وسببا لتوبته؛ وأما العذاب الواقع بالإنسان نقلته24 من درجة عالية إلى درجة دونها في الدين، وقل م عيشته وعمى قلبه في دينه ودنياه، وكذلك نقلته من قميص إلى قميص على هذا الترتيب، وكذلك الجزاء في الثواب ما دام في
পৃষ্ঠা ৬০৯