ثم قلت له: أيها الملك، إني قد رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا، فأعطنيه لأقتله، فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا.
قال: فغضب، ثم مد يده إلى الأرض فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره، فلو انشقت لي الأرض فدخلت فيها فرقا منه! ثم قلت: أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه.
فقال: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى، لتقتله؟!! قلت: أيها الملك، أكذاك هو؟!!
قال: ويحك يا عمرو أطعني واتبعه، فإنه والله لعلى الحق، وليظهرن على من خالفه، كما ظهر موسى على فرعون وجنوده.
قلت: أفتبايعني له على الإسلام، قال: نعم، فبسط يده فبايعته على الإسلام، ثم خرجت إلى أصحابي، وقد حال رأيي عما كنت عليه وكتمت أصحابي إسلامي، ثم خرجت عامدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم.
أخبرني الشيخ جلال الدين ابن الملقن إذنا، عن الشيخ برهان الدين بن عبد الواحد البعلي، أن أبا العباس الصالحي أخبره، عن جعفر بن علي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، أخبرنا أبو محمد بن عتاب، حدثني أبي، أخبرنا سليمان بن خلف إجازة، أخبرنا أبو عبد الله بن الفرج، أخبرنا محمد بن يحيى بن حبيب، حدثنا الحافظ أبو بكر البزار، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا ابن عون،
পৃষ্ঠা ৮২