اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
الحمد لله الذي فضل بعض الأجناس على بعض، والصلاة والسلام على سيدنا محمد إلى أن يحشر الناس إلى العرض.
هذا كتاب وضعته في فضل الحبش، مرتب على: مقدمة، وسبعة فصول، وخاتمة، ولم أخله من فوائد مهمة، ونفائس يتشوف إليها علي الهمة، وسميته: رفع شان الحبشان.
وقد وقفت على كتاب في هذا المعنى للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي سماه: "تنوير الغبش"، فرأيته لم يستوف ولا قارب، حتى إن فيه للزيادات مجالا، ولاستدراك ما فاته بهجة وجمالا، فكان هذا الكتاب تلخيصا له وإكمالا، وأضحى لتمامه كالبدر وذاك هلالا.
পৃষ্ঠা ৩১
المقدمة
أخبرني أبو العباس ابن عبد القادر الجمالي بقراءتي عليه، أخبرنا أبو المعالي بن عمر الحلاوي، أخبرنا أبو العباس الحلبي، أخبرنا النجيب بن عبد المنعم، أخبرنا عبد الله بن أبي المجد.
ح: وأخبرني عاليا مسند الدنيا أبو عبد الله محمد بن مقبل في كتابه، عن الصلاح محمد ابن أبي عمر، أخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري، أخبرنا أبو علي الرصافي، قال أخبرنا هبة الله بن الحسين، أخبرنا أبو علي التميمي، أخبرنا أبو بكر القطيعي، حدثنا عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن،
عن سمرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سام أبو العرب، ويافث أبو الروم، وحام أبو الحبش».
أخرجه الترمذي عن بشر بن معاذ، عن يزيد بن زريع، عن سعيد، وقال: حديث حسن.
قلت: يقال إن حديث الحسن عن سمرة كله كتاب إلا حديث العقيقة.
পৃষ্ঠা ৩২
وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" من حديثه، ومن حديث عمران بن حصين بلفظ:
«ولد نوح ثلاثة: فسام .. .. » إلى آخره.
ورجاله موثقون، وورد أيضا من حديث أبي هريرة بنحوه:
أخبرني الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي الحسن بن الملقن شفاها، عن أبي الحسن ابن أبي المجد أن أبا العباس الصالحي أخبره، أنبأنا أبو الفضل الهمداني، عن محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، أخبرنا أبو محمد بن عتاب، حدثني أبي، أخبرنا سليمان بن خلف إجازة، أخبرنا أبو عبد الله بن الفرج، أخبرنا محمد بن يحيى بن حبيب، حدثنا الحافظ أبو بكر البزار، حدثنا إبراهيم ابن هانئ وأحمد بن الحسين بن عباد أبو بالعباس قالا: حدثنا محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، حدثني أبي، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولد نوح سام، وحام، ويافث، فولد سام: العرب، وفارس، والروم، والخير فيهم، وولد يافث: يأجوج ومأجوج، والترك والصقالبة، ولا خير فيهم، وولد لحام القبط والبربر والسودان».
قال البزار: لا نعلم أسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أبو هريرة بهذا الإسناد.
تفرد به يزيد، وتفرد به ابنه عنه، ورواه غيره من قول سعيد بن المسيب مرسلا.
পৃষ্ঠা ৩৩
قلت: يزيد وثقه أبو حاتم، وضعفه يحيى وغيره.
أنبأني أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن سليمان اليوسفي، عن أبي علي الفاضلي، أن يونس بن أبي إسحاق أخبره، عن أبي الحسن بن المقير، عن أبي الفضل بن ناصر، عن أبي عبد الله الحميدي، أخبرنا أبو عمر ابن عبد البر، وأبو [محمد] علي بن سعيد بن حزم قالا: أخبرنا أبو عمر بن الجسور، عن أبي بكر أحمد بن الفضل بن العباس، عن أبي جعفر ابن جرير، حدثني الحارث، حدثنا ابن سعد، أخبرني هشام، أخبرني أبي، عن أبي صالح،
عن ابن عباس قال: ولد نوح: سام، وفي ولده بياض وأدمة، وحام، وفي ولده سواد وبياض قليل، ويافث، وفيهم الشقرة والحمرة.
قلت: والد هشام هو: محمد بن السائب الكلبي، النسابة، واه كذاب.
পৃষ্ঠা ৩৪
قال ابن الجوزي: ولد حام كوش، و[ولد يافث] منرس وموعج وبوان، ومن ولد بوان الصقالبة والنوبة، والحبشة، والهند والسند.
وقال غيره: الحبشة من ولد حبش بن كوش بن حام.
وقال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات": الحبشة جيل معروف ويرجع نسبهم إلى حام بن نوح عليه السلام، وهم أكثر الناس، وبلادهم أكثر البلاد.
وقال شيخ الإسلام ابن حجر في "شرح البخاري": أرض الحبشة بالجانب الغربي من بلاد اليمن، ومسافتها طويلة جدا، وهم أجناس، وجميع فرق السودان يعطون الطاعة لملك الحبشة، وكان قديما يلقب بالنجاشي، وأما الآن فيلقب الحطي، بفتح الحاء وكسر الطاء المهملتين، وتخفيف الياء.
قال ابن دريد: جمع الحبش: أحبوش، بضم أوله، وأما قولهم: الحبشة فعلى غير قياس، وقد قالوا أيضا: حبشان، وقالوا: أحبش، وأصل التحبيش: التجميع.
فائدة: قال أبو طالب الجمحي في كتاب "التحيات": لكل قوم تحية:
পৃষ্ঠা ৩৫
فتحية العرب: السلام، وتحية الأكاسرة: السجود قدام الملك وتقبيل الأرض، وتحية الفرس: طرح اليد على الأرض قدام الملك، وتحية الحبشة: عقد اليدين على الصدر بين يدي الملك بسكون، وتحية الروم: كشف غطاء الرأس من بعد بتنكيس رأسه، وتحية النوبة: إيماء الداخل كأنه يقبله، وجعل يديه جميعا على وجهه، وتحية حمير: إيماء الداخل بالدعاء بالإصبع، وتحية البجاء: وضع يد الداخل على كتف الملك، فإن بالغ في الخدمة رفعها ووضعها مرارا بلطف.
قلت: وقد تأملت هذه التحيات، فرأيت غالبها مجموعة في الصلاة التي هي خدمة ملك الملوك سبحانه وتعالى، فلهذا ناسب أن يقال في آخرها "التحيات لله"، إشارة إلى أنه المستحق لجميع التحيات. والله أعلم.
পৃষ্ঠা ৩৬
الفصل الأول في الأحاديث الواردة فيهم
أخبرني أبو عبد الله الحلبي مكاتبة، عن أبي عبد الله المقدسي قال: أخبرنا أبو الحسن السعدي إجازة، عن أبي جعفر الصيدلاني، أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، أخبرنا أبو بكر ابن ريذه، أخبرنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا يحيى بن عبد الباقي المصيصي، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، حدثنا أبين بن سفيان المقدسي، عن خليفة بن سلام، عن عطاء بن أبي رباح.
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتخذوا السودان، فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة، لقمان الحكيم، والنجاشي، وبلال المؤذن».
قال الطبراني: يعني بالسودان: الحبش.
قلت: أبين بضم الهمزة، وفتح الموحدة، وسكون التحتية: ضعيف، والطرائفي قال فيه أبو حاتم: صدوق، وقال أبو زرعة وغيره: لا بأس به، وكذبه ابن نمير.
পৃষ্ঠা ৩৭
وأخرج الحافظ أبو القاسم بن عساكر هذا الحديث في "تاريخه" في ترجمة بلال، وأورد له شاهدين يأتيان في ترجمة بلال ولقمان.
كتب إلي محمد بن مقبل، عن محمد بن قدامة، أن علي بن أحمد بن عبد الواحد أخبره، أخبرنا أبو حفص بن طبرزد، أخبرنا أبو الفتح بن أبي سهل، أخبرنا أبو عامر الأزدي، أخبرنا أبو محمد الجراحي، أخبرنا أبو العباس بن محبوب، أخبرنا الترمذي، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا معاوية بن صالح، حدثنا أبو مريم الأنصاري.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة».
পৃষ্ঠা ৩৮
قال الترمذي: الأصح وقفه على أبي هريرة.
قلت: ابن منيع: إمام حافظ أخرج له الشيخان، وزيد ومعاوية من رجال مسلم، وأبو مريم تابعي ثقة أخرج له البخاري في "الأدب" وأبو داود، وللحديث شاهد مرفوع من حديث أبي هريرة.
أخبرني شيخنا الإمام تقي الدين أحمد بن محمد الشمني، أخبرنا عبد الله بن علي، أخبرنا أبو الحسن العرضي، أخبرتنا زينب بنت مكي.
ح: وأنبأني عاليا أبو محمد الأموي، عن محمد بن أحمد بن إبراهيم، أخبرنا الفخر ابن البخاري قالا: أخبرنا حنبل بن عبد الله، أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أخبرنا أبو علي التميمي، أخبرنا أبو بكر القطيعي، أخبرنا عبد الله بن الإمام أحمد، حدثنا أبي، حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح، عن كثير بن مرة.
عن عتبة بن عبد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الخلافة في قريش، والحكم في الأنصار، والدعوة في الحبشة».
هذا حديث رجاله موثقون، ورواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين مقبولة، وهذا منها، والدعوة: الأذان.
وقد ذكر الشيخ أبو إسحاق الشيرازي حديث أبي هريرة في "المهذب".
পৃষ্ঠা ৩৯
مستدلا به على استحباب كون المؤذن حبشيا، وأقره النووي في "شرحه".
فإن قلت: ما بالكم بعضتم هذا الحديث حيث أوجبتم كون الإمام قرشيا وسننتم كون المؤذن حبشيا، وهلا قلتم بوجوب الكل أو ندبه؟.
قلت: ذكر التقي الفاسي في "تاريخ مكة" أن بعض فقهاء اليمن فرق باثني عشر فرقا، ولم يذكر الفاسي منها شيئا، وقد ظهر لي في الفرق أشياء، أحسنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام في الأذان غير الحبشة، فدل على أن الحديث في الندب، وأن الخليفة قائم مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في تدبير أمور المسلمين، فوجب أن يكون من أقاربه.
قرأت على شيخنا الإمام تقي الدين الشمني، عن أبي الحسن الهيثمي، أخبرنا أبو طلحة الحراوي، عن الحافظ أبي محمد الدمياطي، أخبرنا أبو الحجاج بن خليل، أخبرنا أبو سعيد ابن أبي الرجاء.
পৃষ্ঠা ৪০
ح: وأنبئت عاليا بدرجتين عن الصلاح بن أبي عمر، عن أبي الحسن المقدسي، عن أبي المكارم ابن اللبان قالا: أخبرنا أبو علي الحداد إجازة، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا الطبراني في "الأوسط" حدثنا هاشم بن مرثد، حدثنا آدم، حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن عبد الله بن نجي، عن علي رضي عنه في قوله تعالى: {منهم من قصصنا عليك، ومنهم من لم نقصص عليك}، قال: بعث الله عبدا حبشيا نبيا، فهو ممن لم يقصص على محمد صلى الله عليه وسلم.
قال الطبراني: لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به آدم.
قلت: لم يتفرد به، بل تابعه سلم بن قتيبة، عن إسرائيل، أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" عن علي بن الحسين، عن عبد الوهاب الصيرفي، عن سلم، عن إسرائيل، به.
فوقع لنا بدلا عنه عاليا بدرجتين، وتابع إسرائيل قيس عن جابر. أخرجه ابن أبي حاتم أيضا من طريقه بلفظ: بعث نبي من الحبش، فهو ممن لم يقصه على محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه في سورة البروج قال: حدثنا أبي قال: حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا أبو أحمد، حدثنا شريك، عن جابر،
عن عبد الله بن نجي، عن علي بن أبي طالب قال: كان نبي أصحاب الأخدود حبشيا.
وعبد الله بن نجي : وثقه النسائي، وقال البخاري: فيه نظر، وجابر: الجعفي ضعيف.
পৃষ্ঠা ৪১
وبالإسناد الماضي في المقدمة إلى البزار قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري ورزق الله بن موسى قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عوسجة،
عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا خير في الحبش، إن شبعوا زنوا، وإن فيهم لخصلتين: إطعام الطعام، وبأسا عند البأس».
أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" من طريق رزق الله عن سفيان بلفظ:
«لخصلتين حسنتين».
وعوسجة: قال الذهبي: مجهول.
পৃষ্ঠা ৪২
وقال البخاري: لا يصح حديثه، ورزق الله: ثقة لكنه يهم.
والفضل: وثقه ابن حبان.
أخبرني أبو الفضل بن أحمد الإمام بقراءتي عليه، أخبرنا أبو الحسن بن أبي المجد، أخبرتنا وزيرة، أخبرنا أبو عبد الله الزبيدي، أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا أبو الحسن الداودي، أخبرنا أبو محمد السرخسي، أخبرنا أبو عبد الله الفربري، حدثنا البخاري، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة.
عن عائشة قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بثوبه وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دعهم، أمنا بني أرفدة» يعني من الأمن.
أرفدة: بفتح الهمزة، وسكون الراء وفتح الفاء وكسرها أشهر، قال الزركشي: جد الحبشة، وفي "الصحاح": قال أبو عمرو: بنو أرفدة جنس من الحبش يرقصون.
পৃষ্ঠা ৪৩
أخبرتني أم الفضل بنت محمد المقدسي بقراءتي عليها، أخبرنا أبو إسحاق التنوخي، أخبرنا أبو العباس الصالحي، أخبرنا عبد الله بن عمر، أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا الداودي، أخبرنا السرخسي، أخبرنا أبو إسحاق بن خزيم، أخبرنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر، عن ثابت البناني،
عن أنس بن مالك قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لعبت الحبشة لقدومه بحرابهم فرحا بذلك.
هذا حديث صحيح أخرجه أبو داود، وأحمد عن عبد الرزاق، فوافقناهما بعلو.
وبالسند الماضي إلى الإمام أحمد قال: حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، عن ثابت،
عن أنس قال: كانت الحبشة يزفنون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون: محمد عبد صالح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يقولون؟» قالوا: يقولون: محمد عبد صالح.
أنبئت عن الصلاح بن أبي عمر، عن أبي الحسن السعدي، عن أبي الفرج ابن الجوزي، أنبأنا أبو الفتح بن عبد الباقي، أخبرنا جعفر بن أحمد السراج، حدثنا عبيد الله بن أحمد المروروذي، حدثنا أبي، حدثنا نصر بن القاسم، حدثنا لوين، حدثنا أبو عوانة،
عن أبي بشر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بالحبشة وهم يلعبون ويقولون:
পৃষ্ঠা ৪৪
يا أيها الطيف المعرج طارقا ... لولا مررت بآل عبد الدار لولا مررت بهم تريد قراهم ... منحوك من جهد ومن إقتار
وبالإسناد الماضي إلى الطبراني في "الأوسط": حدثنا أحمد، حدثنا محمد بن عمار الموصلي، حدثنا عفيف بن سالم، عن أيوب بن عتبة، عن عطاء بن أبي رباح
عن ابن عمر أن رجلا من الحبشة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، فضلتم علينا بالألوان والنبوة، أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به، وعملت بمثل ما عملت به، إني لكائن معك في الجنة؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم». ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله، كان له بها عهد عند الله، ومن قال: سبحان الله، كتب الله له مئة ألف حسنة».
فقال رجل: يا رسول الله، كيف نهلك بعد هذا؟!
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، إن الرجل ليجيء يوم القيامة بعمل لو وضع على جبل لأثقله، فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد تستنفد ذلك كله لولا ما يتفضل الله به من رحمته».
ثم نزلت: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا} إلى قوله: {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا} فقال الحبشي: يا رسول الله، وهل ترى عيني في الجنة ما ترى عينك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم».
পৃষ্ঠা ৪৫
فبكى الحبشي حتى فاضت نفسه، قال ابن عمر: فأنا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته.
قال الطبراني: لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به عفيف.
قرأت على أبي الفضل بن أحمد الإمام، عن الحافظ أبي الفضل العراقي، أخبرنا محمد بن نباتة، عن أبي الحسن السعدي، أخبرنا أبو سعد الصفار في كتابه، أخبرنا زاهر بن طاهر، أخبرنا البيهقي في "الشعب" أخبرنا أبو الحسن بن عبدان، حدثنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا الكديمي، حدثنا سهل بن حماد، حدثنا مبارك بن فضالة، حدثنا ثابت البناني،
عن أنس قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {وقودها الناس والحجارة} فقال: «أوقد عليها ألف عام حتى احمرت، وألف عام حتى ابيضت، وألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا يطفأ لهبها».
وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل أسود يهتف بالبكاء، فنزل جبريل فقال: يا محمد، من هذا الباكي بين يديك؟ فقال: «رجل من الحبشة» وأثنى عليه معروفا.
قال: «فإن الله يقول: وعزتي وجلالي لا تبكي عين عبد في الدنيا من مخافتي إلا أكثرت ضحكها معي في الجنة».
পৃষ্ঠা ৪৬
أخبرني شيخنا شيخ الإسلام تقي الدين الشمني بقراءتي عليه، أخبرنا عبد الله بن علي، أخبرنا أبو الحرم القلانسي، أخبرتنا مؤنسة بنت أبي بكر، عن أم هانئ بنت أحمد.
ح: وأنبئت عاليا عن أبي عبد الله بن قدامة، عن أبي الحسن بن البخاري، عن أبي الفرج ابن محور قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، أخبرنا أبو بكر بن ريذة، أخبرنا الطبراني في "المعجم الصغير"، حدثنا علي بن أحمد المروزي، حدثنا منصور بن أبي مزاحم، حدثنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار، عن يزيد بن أبي زياد، عن معاوية بن قرة.
عن أنس بن مالك قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم موليان: حبشي وقبطي، فاستبا يوما، فقال أحدهما: يا حبشي، وقال الآخر: يا قبطي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقولوا هكذا، إنما أنتما رجلان من آل محمد -صلى الله عليه وسلم-».
قال الطبراني: لم يروه عن معاوية إلا يزيد، ولا عنه إلا أبو حفص، تفرد به منصور، وقال الهيثمي: رجاله موثقون.
পৃষ্ঠা ৪৭
أخبرتني أم الفضل بنت محمد بقراءتي عليها، أخبرنا أبو العباس السويداوي، أخبرتنا فاطمة بنت محمد البكري، أخبرنا أبو عيسى بن علاق، أخبرنا هبة الله بن علي، أخبرنا مرشد بن يحيى، أخبرنا علي بن ربيعة، أخبرنا الحسن بن رشيق، أخبرنا محمد بن عبد السلام، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق.
عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه قال: مات مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الحبشة، فقال: «انظروا من كان بمكة من مسلمة الحبشة فادفعوا ميراثه إليه».
أخبرني أبو الفضل الأزهري سماعا عليه، أخبرنا أبو إسحاق التنوخي، أخبرنا أبو عبد الله الغزي، أخبرنا أبو عيسى بن علاق، أخبرنا أبو القاسم البوصيري إجازة، أخبرنا أبو جعفر ابن التمار، أخبرنا أبو العباس سعيد بن سعيد: أخبرنا أبو الحسن بن بندار، أخبرنا ابن فيل، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري وإسحاق بن إبراهيم الكوفي قالا: أخبرنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه،
عن أبي كاهل عبد الله بن مالك قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على ناقة خرماء، يمسك بخطامها عبد حبشي.
أخرجه ابن ماجة عن ابن نمير، عن وكيع، عن إسماعيل، به.
পৃষ্ঠা ৪৮
وبه إلى ابن فيل، حدثنا عقبة بن مكرم العمي، حدثنا عبد الله بن عيسى، حدثنا يحيى البكاء، عن ابن عمر.
أن حبشيا دفن بالمدينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دفن في الطينة التي خلق منها».
وبالإسناد الماضي إلى البخاري قال: حدثنا محمد بن أبان حدثنا غندر، عن شعبة، عن أبي التياح،
سمع أنس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: «اسمع وأطع ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة».
قال الرافعي: هذا من باب المبالغة، وقال الخطابي: المراد الذي ينصبه الإمام، لا أن يكون الإمام عبدا حبشيا.
পৃষ্ঠা ৪৯
الفصل الثاني في ما أنزل فيهم من الآيات
أخبرني الحافظ أبو الفضل محمد بن محمد بن فهد إجازة معينة، وقرأت عليه سنده بمنى، أخبرنا أبو الحسن المدني، أخبرنا أبو الحسن بن حبيب، أخبرنا أبو سعيد العديمي، أخبرنا أبو الفضل الواسطي، أخبرنا أحمد بن إسماعيل القزويني، أخبرنا أبو العباس بن عبد الله.
ح: قال شيخنا: وأخبرنا عاليا بدرجتين أبو إسحاق بن صديق، أن يونس بن أبي إسحاق أخبره، عن أبي الحسن بن المقير، عن أبي العباس بن طاهر قالا: أخبرنا أبو الحسن الواحدي، قال الثاني: إجازة، أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثني الليث، حدثني يونس، عن ابن شهاب.
পৃষ্ঠা ৫০