عن ابن إسحاق قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون رجلا وهو بمكة حين ظهر خبره من الحبشة، فكلموه وساءلوه، فدعاهم إلى الله، وتلا عليهم القرآن فلما سمعوا فاضت أعينهم من الدمع، وآمنوا وصدقوا، فلما قاموا من عنده عرض لهم أبو جهل في نفر من قريش. فقالوا: خيبكم الله من ركب بعثكم من وراءكم من أهل دينكم ترتادون لهم، فتأتونهم بخبر الرجل، فلم تطمئن مجالسكم عنده حتى فارقتم دينكم وصدقتموه، ما نعلم ركبا أحمق منكم؟! فقالوا: سلام عليكم لا نجاهلكم، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، لا نألوا لأنفسنا خيرا. ويقال: إن فيهم نزلت هؤلاء الآيات: {الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون} إلى قوله: {لا نبتغي الجاهلين}.
قرأت على الشيخ الإمام تقي الدين بن أبي عبد الله الشمني، عن الحافظ أبي الحسن ابن أبي بكر، أخبرنا أبو طلحة الحراوي، عن الحافظ أبي محمد الدمياطي، أخبرنا أبو الحجاج ابن خليل، أخبرنا أبو سعيد بن أبي الرجاء.
ح: وأنبئت عاليا بدرجتين عمن أخبرني عن أبي المكارم بن اللبان، قالا: أخبرنا أبو علي الحداد إجازة، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا الطبراني في "الأوسط"، حدثنا محمد بن موسى الإصطخري، حدثنا أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي، حدثنا علي بن ثابت الدهان، حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس أن أربعين من أصحاب النجاشي قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا معه أحدا، فكانت فيهم جراحات، ولم يقتل منهم أحد، فلما رأوا ما بالمؤمنين من الحاجة قالوا: يا رسول الله إنا أهل ميسرة، فأذن لنا نجيء بأموالنا نواسي بها المسلمين، فأنزل الله فيهم: {الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون. أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا} فجعل لهم أجرين {ويدرؤون بالحسنة السيئة} قال: تلك النفقة التي واسوا بها المسلمين، فلما نزلت هذه الآية قالوا:
পৃষ্ঠা ৫৮