لأصيلا حولوا مسجدها الأعظم إلى كنيسة (١).
٢ - ثورة عمرو بن سليمان السياف (٢) ببلاد سوس، وهذه الثورة من الحوادث والفتن التي حدثت في عهد محمد الشيخ وعاصرها الشوشاوي؛ حيث إنها وقعت في زمنه وفي بلده سوس وتمس الفقهاء.
وقصة هذه الفتنة أنه لما قتل الشيخ محمد بن سليمان الجزولي (٣) سنة ٨٧٠ هـ، وقيل: إنه مات مسمومًا على يد بعض الفقهاء، وكان عمرو السياف أحد تلامذته، فلما سمع بمقتله قام يطالب بثأره ممن سمه من الفقهاء، فانتقم منهم ثم أخذ يدعو إلى الصلاة ويقاتل عليها، ولم يقف عند هذا الحد، بل دعا إلى نفسه وادعى علم الغيب، وربما ادعى النبوة وقاتل كل من ينكر عليه ذلك، وسمى أتباعه بالمريدين ومخالفيه بالجاحدين، واستمرت ثورته هذه عشرين سنة من حين قتل شيخه محمد الجزولي سنة ٨٧٠ هـ إلى أن قتل هو سنة ٨٩٠ هـ، فاستراح الناس من شره.
_________
(١) انظر: المغرب عبر التاريخ ١/ ١٧١، الاستقصاء ٤/ ١١٠.
(٢) هو عمرو بن سليمان المعيطي الشيظمي المشهور بالسياف، طالب بثأر الشيخ الجزولي وجمع الجيوش بسوس وسفك الدماء واستمر عشرين سنة، قتلته زوجته امتعاضًا لأجل ما كان عليه من الفساد في الأرض سنة تسعين وثمانمائة (٨٩٠ هـ).
انظر ترجمته في: الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام ٥/ ٥٥، ٥٦.
(٣) هو محمد بن سليمان بن داود بن بشر بن عمران الجزولي المغربي المالكي، ولد سنة ست وثمانمائة (٨٠٦ هـ) بجزولة، ثم رحل إلى مراكش وحفظ القرآن وأقام بها ستة عشر عامًا يشتغل في الفقه والعربية، ورحل إلى فاس وتلمسان وتونس، والقاهرة، ومكهَ والمدينة، وكان بارعًا في الفقه والأصلين متقدمًا في العربية.
توفي مسمومًا وهو في الصلاة عام سبعين وثمانمائة (٨٧٠ هـ)، من أشهر مصنفاته: دلائل الخيرات، وقد انتشر في بلاد المغرب الواسعة، وقد أطال صاحب الإعلام بمن =
المقدمة / 13