أهل فاس بالخلافة بعدما خلعوا طاعة المرينيين في ثورتهم التي كانت بقيادة خطيب القرويين عبد العزيز الورياغلي، وذلك في سنة ٨٦٩ هـ وهي السنة التي قتل فيها عبد الحق، وقد اضطربت أحوال المغرب في عهده غاية الاضطراب، فتمردت القبائل الشاوية وهددت كلًا من مكناس وفاس في زحفها شمالًا (١).
وانتهت فترة حكمه بخلعه سنة ٨٧٦ هـ.
وبعد خلع أبي عبد الله الحفيد انتقل الحكم إلى محمد بن الشيخ الوطاسي (٨٧٦ - ٩١٠ هـ).
وقصة توليه الحكم أنه نجا من بطش عبد الحق بن أبي سعيد المريني سنة ٨٦٣ هـ، ومعه محمد الحلو من بني وطاس، وكان محمد الشيخ قد وجه همه منذ البداية إلى محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الاحتلال الأجنبي، فاستولى على مدينة أصيلا التي كان البرتغال يطلعون إلى الاستيلاء عليها، ثم خرج من أصيلا زاحفًا نحو فاس سنة ٨٧٢ هـ، فالتقت به جيوش أبي عبد الله الحفيد وهزمته، ثم عاد مرة أخرى وضرب الحصار على مدينة فاس مدة سنتين إلى أن دخلها ظافرًا سنة ٨٧٦ هـ، واستمر حكمه إلى أن توفي سنة ٩١٠ هـ. (٢)
ولقد وقع في عهد محمد الشيخ الوطاسي عدة حوادث أهمها ما يلي:
١ - احتلال البرتغال لمدينة أصيلا سنة ٨٧٦ هـ، فبينما محمد الشيخ يحاصر فاسًا ولم تقم الدولة الوطاسية على قدميها بعد، احتل البرتغال أصيلا بأسطول يتكون من (٣٠٨) باخرة وثلاثين ألف مقاتل، وفور احتلالهم
_________
(١) المغرب عبر التاريخ ٢/ ٦٤.
(٢) انظر ترجمته وأخباره في: الاستقصاء ٤/ ١٤٠، المغرب عبر التاريخ ٢/ ٦٤، ١٦٩.
المقدمة / 12