المسألة الأولى من مسائل التوحيد (في أنه لابد لهذا العالم من)
صانع صنعه)
اعلم أن مسائل التوحيد تنقسم إلى قسمين: إثبات، ونفي، فمسائل الإثبات ست: الأولى: أن لهذا العالم صانعا، والثانية: مسألة قادر، والثالثة: أنه عالم، والرابعة: أنه تعالى حي، والخامسة: أنه سميع بصير، والسادسة: أنه قديم.
ومسائل النفي أربع: الأولى: أن الله تعالى لا يشبه الأشياء، الثانية: أنه تعالى لا تجوز عليه الحاجة، الثالثة: أنه تعالى لا يرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، الرابعة: أنه واحد لا ثاني له.
ومسائل الإثبات مقدمة على مسائل النفي، لأنها لا تعلم مسائل النفي مالم تعلم مسائل الإثبات.
ثم إن حقيقة التوحيد في اللغة: مصدر وحد الشيء، جعله واحدا بالفعل والقول. وفي الإصطلاح: هو العلم بالله تعالى وما يجب له من الصفات وما يستحيل عليه منها، ويدخل في ضمن ذلك العلم بنفي القديم الثاني.
فأول موج فيه أولى غياصة .... مقالتنا بعد الدليل لذي حجر
بأن لهذا الخلق لابد صانعا .... وقد ضل لب الفيلسوفي والدهري
بناء بلا بان له وكتابة .... بلا كاتب أين العقول التي تدري
وفي هذه الأجسام أكوان كائن .... تدل على أصل الحدوث لمستقري
وإن شئت حررت الدليل بأنها .... أقيمت فقامت بالأماكن(2) والأمر
ولابد فيها من مقيم لأنها .... بغير مقيم لاتقوم على قدر
ولما أثرنا للعقول أدلة .... تضيء كأنوار النجوم التي تسري هدمنا بها بنيان قوم تفلسفوا .... وتاهوا(1) ولم يستعملوا نظرالفكر
পৃষ্ঠা ১৩