يقال لهم : فنحن نرى منهم أنهم إذا استبان لهم من أحد منهم الفضل والزهد والعلم انقادوا له، وأقروا بفضله، ونزلوا عند حكمه، فكيف حسدوا صاحبكم، ولم يحسدوا ذاك ؟! فلو كان الأمر على ماوصفتم أنه لا يمنعهم من الإقرار إلا الحسد لكانوا لايقرون لأحد !! وكل واحد منهم يجر إلى نفسه ، ولا يقر بفضل صاحبه. ولكن كذبتم عليهم، لأنا قد رأينا قولهم يصدقه كتاب الله، وقولكم يكذبه كتاب الله، وهم أولى بالصدق منكم، ونحن نرى منهم من الزهد مالا نرى من غيرهم، فهم أعرف بأهل بيتهم منكم، وهم أعرف بعضهم لبعض منك يا مدعي ما ادعيت بالباطل، وتريد أن نقبل باطلك بغير بيان ولا برهان، ونكذب أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله!!
أليس ينبغي لصاحبكم أن يتبع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويقتدي بفعله! ؟ إذ كان حجة كما زعمتم. وقد قال الله تبارك وتعالى :{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} [الأحزاب: 21]. أو ليس ينبغي لصاحبكم أن يبدي نصيحته لأهل بيته قبل العوام، كما أمره الله تعالى فقال :{وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214]. فجمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربعين رجلا من بني عبد المطلب، وعبد مناف، ورجالا من بني مخزوم فيهم أبو جهل بن هشام، والوليد بن المغيرة، وفي القوم أبو بكر، ومن بني أمية عثمان، وصخر بن حرب أبو سفيان فأنذرهم بعلم ما أوحي إليه وأخبرهم بما أوحى الله إليه وأبدى لهم نصيحته، ودعاهم إلى نصرته، فأجابه من أجابه، وخالفه من خالفه، لم يخف منهم التكذيب، ولا الجحد ولا الحيود، وكان حجة لمن اتبعه، وحجة على من عصاه، أفليس يجب على صاحبكم أن يبين لأهل بيته كما بين رسول الله صلى الله عليه وآله لقربائه ؟
فإن قالوا: يخاف أن لايقبلوا منه، ويكذبوه ويحسدوه .
পৃষ্ঠা ৪১৯