عليه، فجزاك الله عن رسول الله ﷺ أفضل الجزاء، صدّقت رسول الله ﷺ حين كذبه الناس، وكنت عنده بمنزلة السمع والبصر، سمّاك الله في تنزيله صديقا فقال: ﴿والذي جاء بالصدق﴾: محمد، ﴿وصدق به﴾: أبو بكر. وواسيت حين بخلوا، وقمت معه على المكاره حين قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم صحبة، ﴿ثاني اثنين﴾ وصاحبه في الغار والمنزل عليه السكينة، ورفيقه في الهجرة وخليفته في دين الله وأمته.
أحسنت الخلافة حين ارتد الناس، فقمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي، نهضت حين وهن أصحابه وبرزت حين استكانوا وقويت حين ضعفوا، ولزمت منهاج رسول الله ﷺ إذ وهموا، كنت خليفتهم [حقا] لم تنازع ولم تصدع برغم المنافقين وكبت الحاسدين وصغر الكافرين وغيظ الباغين، قمت بالأمر حين فشلوا، ونطقت إذ تعتعوا، ومضيت إذ وقفوا، فاتبعوك فهدوا، وكنت أخفضهم صوتا، وأعلاهم وقارا، وأقلهم كلاما، وأصدقهم منطقا، وأطولهم صمتا، وأكبرهم رأيا، وأشجعهم نفسا، وأعرفهم بالأمور وأشرفهم عملا، كنت والله للدين يعسوبا أولا حين نفر عنه الناس، وأخيرا حين أقبلوا،
1 / 73