بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لم يزل ولا يزال ، وله الكبرياء بديا والجلال ، البري من كل تغير وزوال ، وتبدل وحركة وانتقال ، أو فناء أو احتيال ، المتعالي عن أن يكون لشيء أصلا متأصلا ، أو عنصرا من عناصر الأشياء كلها متحللا ، فيكون كواحد منها ، أو كما بان من فروعها عنها ، فكثر من قلته بتفرع بعد قلة ، أو عز بكثرته بتجمع من ذلة ، ولو أن ذلك ، كان فيه كذلك ، لعاد غيره له ندا ومثلا ، إذ كان له سبحانه محتدا (1) وأصلا ، ولكان حينئذ لكل ما كان منه ، ووجد من فروعه وعنه ، ما كان من التوالد له ، إذ كان المتولد منه مثله.
[مشابهة الفروع للأصول]
وكذلك يوجد لكل فرع كان من أصل ، ما يوجد لأصله من التوالد مثلا بمثل ، كفرع ما يرى من الأشياء كلها ، التي تتولد يقينا عيانا من نسلها ، مثل ما يتولد غير مرية من أصلها ، كما يرى من ولادة الأبناء ، لمثل ما يتولد من الآباء ، سواء ذلك كله سواء.
وكذلك ما يرى من متولد الشجر وغير الشجر ، فكالأنثى في ذلك أجمع والذكر ، يتولد في ذلك كله من أولاده (2)، ما يتولد سواء من والده ، فكل شيء أبدا كان ممكنا في أصل ووالد كون وجوده ، فمثله ممكن سواء في نسله ومولوده ، لا يمتنع مما قلنا به في ذلك وقبوله ، إلا مكابر في ذلك لعلمه ومعقوله. ولذلك وما فيه من الامكان ، وما يدخل به على أهله من النقصان ، ما تقدس الله عنه ، وجل وتطهر منه ، فلم تمكن فيه منه سبحانه ممكنة في فكر ولا مقال ، وكان القول عليه جل جلاله بذلك أحول محال ، إذ في أن يكون شيء له ولدا ، وأن يكون لشيء أصلا ومحتدا ، إبطال الإلهية والربوبية ،
পৃষ্ঠা ৩৮৯