يمكن السماوات والأرض في عقل أو لب ، أن تكون من ابن أبدا أو (1) أب ، وهل الابن إلا كالأبناء ، وكذلك الأب فكالآباء ، فإن لم يكن كهم زال أن يكون أبا أو ابنا ، ولم يكن ذلك أبدا في الأوهام ممكنا ، لأنه إن لم يكن أب وابن كأب وابن في الأبوة والبنوة مثله ، زالت الأبوة والبنوة واسمها كلها عنه ، وإن كان الابن للابن مثلا ، كان مثله خلقا مجتبلا ، ومتى (2) جعلوا المسيح ابنا وولدا ، كان مثل الأبناء لله عبدا مخلوقا متعبدا ، ومتى أنكروا أنه كغيره من الأبناء عبد (3) لله ، أنكروا صاغرين أن يكون كما قالوا ابنا لله ، أفليس هذا من القول هو المحال بعينه؟! وما يحتاج أحد يعقل إلى تبيينه!!
إذ يثبتون من ذلك في حال واحدة ما ينفون ، وينفون من مقالهم في حال واحدة ما يثبتون.
ولله تبارك وتعالى من الحجة والرد ، في كتابه على من قال عليه بالولد ، ما يكثر عن الله عن أن نحصيه أو نعدده ، أو يدرك مدرك سوى الله (4) أمده ، وكفى بما ذكرنا والحمد لله حجة وردا ، على من زعم أن لله تبارك وتعالى ولدا ، من فرق النصارى واليهود ، (5) وأهل الفرية على الله والجحود ، ممن جعل لله سبحانه ندا أو ضدا ، وجعله والدا (6) أو ولدا ، فليفهم حجج الله في ذلك كله من كان لله موحدا ، وليتفقد تناقض قولهم فيه وفساده ، وإحالته واختلافه ، يجد قولا محالا فاسدا ، متناقضا مختلفا.
وفيه ما يقول الله سبحانه ، لنبيه صلى الله عليه وآله ورفع شأنه : ( وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا (4) ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا (5) فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا (6)) [الكهف : 4 6]. فأخبر
পৃষ্ঠা ৪০১