ويسألون عن قول الله سبحانه؛ فيقال لهم: أخبرونا عن قول الله سبحانه: {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} [المائدة:91]، أتقولون إن ذلك من الشيطان كما قال الله؟ أم تقولون إنه من الرحمن؟ فإن قالوا: هو من الشيطان كما قال (الله)(1)، وهو قضاء منه وتزيين لا من الله؛ تركوا قولهم، ورجعوا إلى الحق، وإلى قول أهل العدل. وإن قالوا: هو من الله لا من الشيطان؛ خالفوا في ذلك وردوا قول الله؛ لأن الله يقول: {إنما يريد الشيطان}، وهم يقولون: إنما يريد الرحمن، وكفى بهذا لمن قاله كفرا(2).
***
ومما يسئلون عنه أن يقال لهم: خبرونا عن قول الله عز وجل: {وما الله يريد ظلما للعالمين} [فصلت: 46]، وعن قوله: {وما ربك بظلام للعبيد} [فصلت: 46]، فهل تقولون: إن الله يريد ظلما لأحد من عباده؟ فإن قالوا: لا؛ تركوا قولهم الذي يقولون به: إن الله أدخلهم في المعاصي؛ ثم يعذبهم عليها ويشقيهم بها. وإن قالوا: إن الله يريد ظلمهم؛ ردوا كتابه وكفروا به.
***
পৃষ্ঠা ৫৩৯