ومما يسألون عنه أن يقال لهم: خبرونا عن قول الله سبحانه فيما حكى(1) عن نبيه يوسف صلى الله عليه من قوله: {من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي} [يوسف: 100]. أفتقولون: إن الشيطان نزغ بينهم كما قال الله سبحانه؟ أم تقولون: إن الله الذي نزغ بينهم، وأدخلهم فيما فعلوا بنبيه صلى الله عليه، وقضى به عليهم فلم يجدوا منه بدا؟ فإن قالوا: إن الشيطان الذي نزغ كما قال الله وذكر يوسف؛ صدقوا، ورجعوا إلى الحق من بعد الباطل، وخرجوا من الجبر إلى العدل. وإن قالوا: بل الله الذي نزغ بينهم؛ بقضائه بذلك عليهم؛ أكذبوا قول يوسف في الشيطان، وردوا الذنب على الرحمن، وقالوا على الله بخلاف قوله في نفسه وقول نبيه فيه. فهل يقول بإكذاب الله سبحانه وإكذاب نبيه يوسف وتصديق المجبرة من دون الله مؤمن يؤمن بالله سبحانه أو يعرفه؟
***
পৃষ্ঠা ৫৫০