الحقب الواحد: سبعون ألف سنة، كل يوم من تلك الأيام كألف سنة مما تعدون (١) .
وعن هشام، عن الحسن قال: "الأحقاب" لا يدري أحد ما هي؟ ولكن الحقب الواحد: سبعون ألف سنة، اليوم منها كألف سنة مما تعدون (٢) وقوله: الله أعلم ما الأحقاب، ولا يدري ما هي؟ يقتضي أن لها عددا الله أعلم، ولو كانت لا عدد لها لعلم كل أحد أنه لا عدد "١٦/ب" لها، ويؤيد ما نقله الحسن، عن عمر بن الخطاب كما تقدم (٣)، قول الحسن: "ليس فيها عدد إلا الخلود" حق أيضا، فإنهم خالدون فيها، لا يخرجون منها ما دامت باقية، فأقوال الحسن يصدق بعضها بعضا.
وأما خلودهم في النار فهو حق كما أخبر الله.
وعن السُّدي: ﴿لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا﴾ قال: "سبعمائة حقب، كل حقب سبعون سنة، كل سنة ثلاثمائة وستون يوما، كل يوم كألف سنة مما تعدون" (٤) .
وعن عبد الله بن عمرو قال: "الحقب: أربعون سنة" (٥) .
وقد تنازع الناس في الأحقاب، هل هي مقدرة محدودة؟ على قولين: فعلى قول السدي وغيره: هي محدودة، مقدرة، وهو قول الزجاج، وغيره، لكن قال الزجاج: "المعنى أنهم يلبثون فيها أحقابا، لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا" (٦) .
_________
(١) "تفسير الطبري" ٣٠/ ١١-١٢، و"تفسير ابن كثير" ٤/٤٦٣
(٢) "تفسير الطبري" ٣٠/١٢
(٣) "ص٥٣".
(٤) "تفسير ابن كثير" ٤/٤٦٤.
(٥) المصدر السابق ٤/٤٦٣.
(٦) "لسان العرب" لابن منظور مادة "حقب ١/٣٢٦- عزاه للزجاج.
1 / 63