ففي هذا والحمدلله من الجواب، ما أزاح من قلب ذي الشك التحير والإرتياب، وثبت في إيجاد النار الحكمة لرب الأرباب.
تم جواب مسألته.
المسألة الخامسة:
هل يستطيع الإنسان أن يجهل مايعلم أم لايستطيع؟
ثم أتبع ذلك المسألة عن المعرفة، فقال: هل يستطيعون أن يجهلوا ما جعلهم الله به عارفين؟ أم لا يستطيعون؟ فإن قالوا: لا، فقد انتقض قولهم عليهم. وإن قالوا: نعم، فقل: هل يستطيعون أن يجهلوا معرفة الله؛ فلا يعرفون أنه خالق كل شيء ومصور كل شيء؟ فإن قالوا: هذه الفطرة، وليس يثاب أحد عليها، فالخلق كلهم يعرفون أنه الله، فقل: هل يستطيعون أن يجهلوا الليل والنهار والسماء والأرض والدنيا والآخرة والناس والخلق كلهم أن الله خلقهم كما شاء وكيف شاء؟، فإن قالوا: نعم، فقد كذبوا، والناس كلهم شهود على كذبهم، وإن قالوا: لا، فقد تابعوك.
تمت مسألته.
جوابها
وأما ما سأل عنه، فقال: هل يستطيعون أن يجهلوا ما يعرفون؟ أو يعرفوا ما يجهلون؟ فإن مسألته تخرج على ثلاثة معان، ونحن لها مفسرون، ولكلها إن شاء الله مميزون.
পৃষ্ঠা ৩০২