351

কুতুল কুলুব

قوت القلوب

সম্পাদক

د. عاصم إبراهيم الكيالي

প্রকাশক

دار الكتب العلمية - بيروت

সংস্করণের সংখ্যা

الثانية

প্রকাশনার বছর

١٤٢٦ هـ -٢٠٠٥ م

প্রকাশনার স্থান

لبنان

خير لهم مني، قال: إذًا لا نخزيك فيهم، وقال سفيان الثوري ﵁: ما أحب أن يجعل حسابي إلى أبوي لأني أعلم أن الله ﵎ أرحم بي منهما.
وروينا في خبر سلمة بن وردان عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ سأل ربه تعالى في ذنوب أمته فقال: ياربّ اجعل حسابهم إلي لئلا يطلع على مساوئهم غيري فأوحى الله تعالى إلىه: هم أمتك وهم عبادي وأنا أرحم بهم منك لا أجعل حسابهم إلى غيري كيلا تنظر في مساوئهم أنت ولا غيرك، وقد روينا عنه ﷺ: أنه قال حياتي خير لكم وموتي خيرلكم، أما حياتي فإني أبين لكم السنن وأشرع الشرائع، وأما موتي فأعمالكم تعرض عليّ فما رأيت منها حسنًا حمدت الله ﷿ وما رأيت منها شيئًا استغفرت الله ﷿ لكم.
وروينا في الأثر: إذا تاب العبد من ذنوبه أنسى الله ﷿ ملائكته وبقاع الأرض معاصيه وبدلها حسنات حتى يرد القيامة وليس شيء يشهد عليه، وكذلك يقال: إن المؤمن إذا عصاه ستره الله تعالى عن أبصار الملائكة كيلا تراه فتشهد عليه، وقال رسول الله ﷺ ذات يوم: ياكريم العفو، فقال له جبريل ﵇: تدري ما تفسير يا كريم العفو هو أنه عفا عن السيئات برحمته ثم بدلها حسنات بكرمه، وسمع رسول الله ﷺ رجلًا يقول: اللهم إني أسألك تمام النعمة، فقال: هل تدري ما تمام النعمة؟ قال: لا، قال: دخول الجنة، وقد أخبرنا الله تعالى أنه قد أتمّ نعمته علينا برضاه الإسلام لنا؛ فهذا دليل على دخول الجنة، فقال ﷿: (اليْوَمَ أَكمْلتُ لَكُمْ دينَكمُ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإسلام دينًا) المائدة: ٣ وقد اشتركنا في ذلك مع رسول الله ﷺ فنحن نرجو المغفرة لذنوبنا بفضله، فقال عزّ من قائل: (ليغفرلك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر يتمّ نعمته عليك)، وفي خبر علي ﵁: من أذنب ذنبًا فستره الله تعالى عليه في الدنيا، فالله ﵎ أكرم من أن يكشف ستره في الآخرة، ومن أذنب ذنبًا فعوقب عليه في الدنيا فالله تعالى أعدل من أن يثني عقوبته على عبده في الآخرة، وفي لفظ آخر: لا يذنب عبد في الدنيا فيستره الله تعالى عليه إلا غفر له في الآخرة.
وعن بعض السلف: كل عاصٍ فإنه يعصي تحت كنف الرحمن، والكنف من الإنسان حضنه ما بين يديه وصدره، قال: فمن ألقى عليه كنفه ستر عورته ومن رفع عنه كنفه افتضح، ويقال: إن من فضح في الدنيا بذنب فهو كفّارته ولا يفضح به في الآخرة.
وفي الخبر: إذا أذنب العبد فاستغفر الله، يقول الله ﷾ لملائكته: انظروا إلى عبد أذنب ذنبًا فعلم أن له ربًَّا يغفرالذنب فيأخذ بالذنب، أشهدكم أني قد غفرت له، وحدثت عن محمد بن مصعب قال: كتب إلى أسود بن سالم بخطّه: إن العبد إذا كان مسرفًا على نفسه؛ يرفع يديه يدعو يقول: ياربّ فإذا قال ياربّ، حجبت

1 / 357