350

কুতুল কুলুব

قوت القلوب

সম্পাদক

د. عاصم إبراهيم الكيالي

প্রকাশক

دار الكتب العلمية - بيروت

সংস্করণের সংখ্যা

الثانية

প্রকাশনার বছর

١٤٢٦ هـ -٢٠٠٥ م

প্রকাশনার স্থান

لبنان

ويحب الشاكر وهذا آخر شرح مقام الشكر والحمد لله ربّ العالمين.
شرح مقام الرجاء
ووصف الراجين وهو الرابع من مقامات اليقين
قال الله تعالى: (الله لَطيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ) الشورى: ١٩ وقال: جلت قدرته: (وَكَاَنَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) الأحزاب: ٤٣ وقال تعالى: (يَاعِبَاديَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفسهمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إن الله يَغْفِرُ الّذُنُوبَ جَميعًا) الزمر: ٥٣ وروينا في قراءة النبي ﷺ: ولا يبالي أنه هو الغفور الرحيم، وفي الأخبار لمشهورة فقبض قبضة فقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي المعنى والله أعلم أن رحمتي وسعت كل شيء فليس يضيق هولاء عنها ولا أبالي بدخولهم فيها، ويكون هؤلاء أيضًا في الجنة، ولا أبالي بأعمالهم السيئة كلها، وقال ﷾ في وصف المتقين: (وَالَّذينَ إذا فَعَلُوا فَاحِشَةً أوْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا الله) آل عمران: ١٣٥ فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله، وقال ﷿ في وصف المتوكلين: (إلا اللَّمَمَ إِنَّ ربَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَة) النجم: ٣٢ وقال تعالى مخبرًا عن الملائكة الحافين حول عرشه: (وَالْملائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ ربَّهِمْ وَيَستَغٌفِرون لمَنْ في الأرض) الشورى: ٥ وأخبر ﷿ أن النار أعدها لأعدائه وأنه خوّف بها أولياءه، فقال تعالى: (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهمْ ظُلَل مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخوِّفُ الله بهِ عِبَادَهُ) الزمر: ١٦ ومثله قول ﷿: (واتَّقُوا النار الَّتي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرينَ) آل عمران: ١٣١ وقال: (فَأنْذَرْتُكُمْ نارًا تَلَظَّى) الليل: ١٤ لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى، وقال تعالى في عفوه عن الظالمين (وَإنَّ رَبَّك لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ) الرعد: ٦
ورينا أن النبي ﵇ لم يزل يسأل في أمته حتى قيل له: أما ترضى وقد أنزلت عليك هذه الآية: (وَإنَّ رَبّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ للنَّاس عَلى ظُلْمِهِمْ) آل عمران: ١٣٥ وفي تفسير قوله تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) الضحى: ٥ قال: لا يرضى محمد ﷺ أن يدخل واحد من أمته النار، وكان أبوجعفر محمد بن علي ﵁ يقول: أنتم أهل العراق تقولون أرجى آية في كتاب اللّه تعالى قوله تعالى: (يَاعِبَادي الَّذين أَسْرَفُوا على أَنْفُسهِمْ لاتَقْنطُوا مِنْ رَحْمةِ الله) الزمر: ٥٣ الآية، ونحن أهل البيت نقول أرجى آية في كتاب الله تعالى: (وَلَسَوْف يُعْطِيكَ رَبُّك فَتَرْضَى) الضحى: ٥ وعده ربه ﷿ أن يرضيه في أمته، وروينا في حديث أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى: أمتي أمة مرحومة لا عذاب عليها في الآخرة جعل عقابها في الدنيا الزلازل والفتن فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كل رجل من أمتي رجلًا من أهل الكتاب فيقال هذا فداؤك من النار، وروينا في لفظ آخر: يأتي كلّ رجل من هذه الأمة بيهودي أو نصراني إلى جهنم فيقول: هذا فدائي من النار فيلقي فيها، وفي الخبر: إن الحمى من فيح جهنم وهي حظ المؤمنين من النار، وروينا في تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ لايُخْزِي اللهُ الْنَّبيَّ والَّذينَ آمَنُوا مَعَهُ) التحريم: ٨، إن الله ﵎ أوحى إلى نبيه ﷺ: تريد أن أجعل حساب أمتك إليك؟ فقال: لا ياربّ أنت

1 / 356