124

ট্রয়ের গল্প

قصة طروادة

জনগুলি

ويذرف أخيل عبرة غالية ويجيب بتروكلوس فيقول: «بتروكلوس! إلي يا أعز الناس علي! سأفعل كل ما تريد، ولكن ... اقترب ... اقترب قليلا ... لنسر من أحزاننا يا أخي! هب لي أن أعانقك فأنا مشوق إليك!»

وهب من نومه مذعورا مادا ذراعيه لعناق بتروكلوس، ثم ضمهما فجأة ... ولكن!

وا أسفاه! لقد ضم أخيل إليه الهواء! لأن الشبح العزيز قد ولى بعيدا عنه ... هناك ... هناك ... في ظلمات السفل ... في ديجور الدار الآخرة ... في مملكة بلوتو الجبار ... حيث الأرواح والأشباح ... وحيث العذاب والنعيم!

وصرخ الزعيم المفئود صرخة زلزلت عماد المعسكر، واجتمع لها القادة مشدوهين مروعين، وروعهم أكثر هذا الحديث الطويل عن الرؤيا المشجية، فأنفذ أجاممنون الملك عصبة قوية إلى غابات الصنوبر والشاهبلوط القريبة، فجمعت أحمالا ثقالا من جذوع الأيك وحطام الدوح اليابس، وأقبلت فكومت ما جمعت كومة واحدة عالية؛ ثم أمر أخيل جنوده فاصطفوا حول الكومة بعددهم وعددهم وخيولهم وعرباتهم، وأقبل فوج منهم يحمل جثمان بتروكلوس ، موارى في شعر كثير انتزعه الفرسان من رءوسهم حزنا على قائدهم بالأمس؛ وكان أخيل يتعثر خلف القتيل وقد حطمه الحزن، ورزأته المصيبة في أعز أصدقائه، وغشيه من الهم ما لو كان بعضه بوضح الضحى لأحاله ليلا من الوجد مظلما ... ونزع شعر رأسه هو الآخر فغطى به وجه صاحبه، ومد ذراعيه المرتجفتين فرفع الجثمان الطاهر، يعاونه نفر من الميرميدون ووضعوه فوق الكومة التي تسامت وسمقت حتى غدا ارتفاعها مائة قدم أو تزيد. وأمر أخيل فذبحت ألوف من العجول والخنازير والنعم، ونزعت عنها شحومها جميعا، فوضعها بيده على الكومة من حول بتروكلوس، ثم أشار إلى حملة الزقاق فطفقوا يصبون الزيت والعسل المصفى ليزيدا في ضرام الوقود.

وارتفع ضجيج بعيد وضوضاء فتلفت القوم وإذا فريق من الميرميدون يسوقون الشبان الطرواديين الاثني عشر الذين أسرهم أخيل في ملحمة الأمس، وقد كبلوا في الأصفاد ورهقتهم قترة مظلمة من الروع والحزن؛ فلما شارفوا، تقدم أخيل المغضب الحنق، فاستل خنجره، وشرع يمسح بأعناقهم ويبقر بطونهم، ويروي سنانه من قلوبهم ... والبشرية البائسة تتلفت يمنة ويسرة ... وتتعذب ... وتبكي!

وأمر الزعيم فصفت الضحايا الاثنتا عشرة حول الكومة.

أما هكتور! فقد حدجه أخيل بنظرة ساخرة، وأقسم ألا يحرق جثمانه فينفد روحه إلى هيدز، بل يتركه ثمة حتى تنوشه الطير، وتأكله كلاب البرية، وتلقى عظامه في اليم، غير كريمة ولا مرجوة!

بيد أن منظرا عجبا خلب ألباب القوم، وأذهلهم عن أنفسهم ... ذلك أنهم رأوا إلى شبح جميل أبيض، يصب دهن الورد فيجعل منه حنوطا مباركا لجثمان هكتور، ورأوا كذلك إلى ضبابة ذات أفياء وظلال باردة تقف من فوقه فتذود عنه أشعة الشمس المحرقة حتى لا ينتن أو يتعفن.

ماذا؟! آه! إنها فينوس الوفية التي تصب دهن الورد فوق هكتور، وإنه أبوللو المحزون الذي ينشر الضبابة من فوقه تحميه من الشمس وتذود عنه حرارتها!

وصلى أخيل صلاة قصيرة، ونذر لآلهة الريح إذا هي أقبلت تروح على النيران حتى تذكو، أن يذبح لها ويقرب لها القرابين! وما كاد يفرغ من صلاته حتى تقلب البحر واضطرب، ومار اليم واصطخب، وثارت العاصفة الهوجاء في بطن الدأماء، وأقبل زيفروس وإخوته آلهة الريح فحاصروا الكومة، وما هي إلا لمحات حتى كانت ضراما في ضرام ولظى يتأجج في لظى.

অজানা পৃষ্ঠা