কিতাবুল আকাইদ সম্পর্কিত পাঠ
قراءة في كتب العقائد
জনগুলি
أقول: والمعتزلة رغم توسعهم في الكلام والعلوم العقلية وامتحان الناس في أمور دقيقة وشائكة إلا أنه لهم فضلا عظيما في الرد على الزنادقة الذين انتشروا في بداية العصر العباسي وقد كان دعاتهم يجوبون آفاق الدولة الإسلامية يدعون إلى الله عز وجل ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فأسلم على أيديهم الآلاف من البشر ويكاد يتفق دارسوا التاريخ على إثبات دورهم الكبير في صد شبه الملحدين والزنادقة الذين كان لهم صولة كبيرة في العصر العباسي الأول.
لكن المعتزلة مثل غيرهم من الفرق أصابوا في أشياء وأخطأوا في أشياء لكنهم في الجملة لا يستغنى عنهم ولا عن تراثهم وعلومهم وهم مسلمون متدينون بدين الإسلام باطنا وظاهرا وهذا يوجب لهم حق الإسلام كما لا يخفى على عاقل.
وقد كان للمعتزلة غلطة كبرى عندما تحالفوا مع السلطة العباسية في كبت خصومهم وإجبارهم على اعتناق مسألة خلق القرآن وكان أهل الحديث -المسمون فيما بعد بالسلفية أو الحنابلة- لا يدخلون في هذه الكلاميات فلما استثارهم المعتزلة وكفروهم أو بدعوهم قابلهم هؤلاء بالمثل وانتشر في الأمة التكفير بحماس من ذلك اليوم، وأصبح التكفير يردده العلماء والعوام بدلا من أن يكون خاصا بالخوارج وآحاد العلماء ولا زال المسلمون إلى اليوم يعانون من تلك المرحلة التي جلبت على أهل الإسلام شرا عظيما في مسألة فرعية كان السكوت عنها أولى لاختلاف الأفهام في طرق مدلولات تلك الأدلة على هذا الرأي أو ذاك.
পৃষ্ঠা ১১৫