لنا ما هو المتوسط بين النوعين الذين ذكرهما ، كما أن تفسيره للقواعد بما هو أصل لأمهات الخلاف يحصر القواعد في دائرة محدودة ، هي دائرة ما اختلف فيه من الضوابط والقواعد .
وقد مثل محقق الكتاب لهذا النوع من القواعد بما أورده السيوطي (ت911ه)(1) في الكتاب الثالث من كتابه " الأشباه والنظائر " ، الذي جعله تحت عنوان في القواعد المختلف فيها ولا يطلق الترجيح ، لاختلاف الفروع(2) . وعلى هذا التفسير والتمثيل ، نجد أن ذلك منطبق على أغلب ما جاء في كتاب " إيضاح المسالك " للونشريسي (ت914ه )(3) ، كما ينطبق
في القاهرة وقرأ على جماعة من العلماء كان إماما بارعا في كثير من العلوم . فكان مفسرا ومحدثا وفقيها ونحويا وبلاغيا ولغويا .
اعتزل التدريس والافتاء والناس ، بعد بلوغ الأربعين ، وانصرف إلى التأليف ، توفي سنة (911ه).
من مؤلفاته " الدر المنثور في التفسر بالمأثور " ، و" المزهر في اللغة" ، و" الاتقان في علوم القرآن" ، و" الأشباه والنظائر في فروع الشافعية" ، و" الأشباه والنظائر النحوية" ، وغيرها .
راجع في ترجمته " شذرات الذهب (51/8 ، و" الفتح المبين " (65/3)، و" معجم المؤلفين " (128/5) .
(2) " شرح المنهج المنتخب إلى قواعد المذهب " هامش (6ص108) ، وانظر " الأشباه والنظائر " للسيوطي (ص180) .
(3) هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن محمد الونشريسي التلمساني. من علماء المالكية وفقهائها ، تتلمذ على علماء تلمسان ، ثم فر منها إلى فاس بعد أن انتهبت داره ، وتعرض للخطر، وظل فيها حتى مات سنة (914ه) .
من مؤلفاته "إيضاح المسالك إلى قواعد الإمام مالك" ، و " المنهج الفائق والمنهل الرائق في أحكام الوثائق " ، و" المختصر في أحكام البرزلي " ، و" الفروق في مسائل الفقه" وغيرها .
راجع في ترجمته " شجرة النور الزكية" (ص274 ، 275) ، و" الأعلام" (269/1) .
পৃষ্ঠা ৪১