بالمسلمين، والرحمة لهم، وحسن الخلق، وحسن المعرفة، وحسن الطاعة، وحسن الصدق، وحسن المعاشرة والإخلاص، وأن يستوى عنده مادحه وذامه، وعلمه بأن المدح لا ينفع إن كان عند الله مذموما، والذم لا يضر إن كان عند الله ممدوحا ، والشوق إلى لقاء الله تعالى فذلك من علامات كمال الإيمان .
والتواضع للخلق والمؤمنين كما قال الله تعالى : (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)، والإخلاص لله وهو ألا يشرك غير الله معه في عمل من أعماله، ومحبة الفقراء أهل البصر بالدين، الذين هم على محجة السالكين ، وتعظيمهم على غيرهم من الأغنياء أهل الدنيا ، وترك المماراة والمداهنة للناس بما لا يحب الله، وخروج الدنيا من القلب، ومحبة إخفاء عباداته وطاعاته وأحواله وكراماته، فذلك من علامات الإخلاص.
وأن يجعل كلامه ضرورة، وأكله كذلك، ونومه كذلك، ومشيه كذلك، ويرى غيره خيرا منه، ولا يرى لنفسه عليه مزية، قال الله تعالى : (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) ، ويستعمل العبودية مع الله تعالى ؛ فيترك التدبير والاختيار والأماني ، ويكره تعظيم الناس له والإشارة إليه بالصلاح ، ويشتغل بعيب نفسه عن عيوب الناس، ويذكر نعم الله تعالى ومننه وصنائعه على الدوام، ويشكره عليها، وينقاد للحق إذا قيل له، ويجانب الهوى في حركاته وأحواله، فلا يدعه يشاركه في شيء منها ، ويحب الصمت إلا عن شيء يعتقد ثواب الله تعالى عليه، فيضع الكلام في موضعه، ولا يتكل في أعماله وطاعاته ، بل على فضل الله تعالى ، ويجانب الحرص على الدنيا،
পৃষ্ঠা ৯৭