ودقائق هذه الأخلاق وفروعها وهي التي ينقص بها صاحبها و لا يستوجب إحباط العمل مثل : الخوض في ما لا يعنيه، وكثرة الكلام، وفضول النظر وفضول الطعام، والصلف، والتزين للمخلوقين بالنطق والمداهنة، وحب أن يمدح بما لا يفعل، والاشتغال بعيوب الخلق عن عيوب النفس، وافتقاد الحزن من القلب، والانتصار للنفس إذا نالها الذل ، واتخاذ إخوان العلانية على عداوة هي في السر ، وترك الهوى حتى يشاركه في الأمور، وشهوة الكلام الباطل والحرص وطول الأمل، وخوف سقوط المنزلة بين الناس من عيون الخلق، والفظاظة وغلظ القلب، والغفلة عن ذكر الله تعالى وعن نظره واطلاعه وعلمه بما يجول في سره، والفرح بالدنيا والحزن على فوتها، والأنس بالمخلوقين، والوحشة في الخلوة عند ذكر الله تعالى والمراء في الكلام، والجفاء والطيش والحدة، وقلة الحياء وقلة الرحمة.
واعلم أن العبد لا يتم إيمانه ولا يكمل دينه حتى يعرف هذه الأخلاق من نفسه، ويعمل على تبديلها، وتزكية النفس من موادها.
فالقلب لا يزال بعيدا من الله، قريبا من الشيطان ما دام فيه خلق من هذه الأخلاق وهو غير كاره له، ولا تكمل حاله حتى يبدل من نفسه مثل هذه الأخلاق مستعينا بالله تعالى ، ويستعمل الأخلاق المرضية الروحانية ؛ مثل الورع والتقوى والزهد، والصبر والحلم، والرضا والقناعة، والتوكل والتفويض، وسلامة الصدر، وسخاوة النفس، وحسن النية والرجوع لله تعالى في كل شيء، وحسن الظن
পৃষ্ঠা ৯৬