فالقلوب تحج، وتصلي، وتتصدق، وتزكي، وتعرج في السموات، وتكون بين يدي مولاها، ومع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك تكون في الضد من القبائح: تكفر، وتبتدع، وتفسق، وتلوط، وتزني، وتكون مع المرأة تضاجعها، وتتلذذ بها، وتنظر إلى فرجها بالحقيقة الإنسانية، ومع الصبي تعانقه، وتضاجعه، وتنظر إلى عورته وتباشره.
فاعلم أنه لو كشف للعبد عن حقيقة الإنسانية حين إرادته لشيء من ذلك، وعكوفه بقلبه عليه، وجد حقيقته مع ذلك الشيء بالمعنى والحقيقة، وإن كان غائبا عنه بالجسم، بحيث لو مات الإنسان في تلك الحالة كان ذلك خاتمته، ولقي الله متلطخا بباطنه بذلك، متنجسا به.
ومثل هذه الذنوب تهون على العامة والعباد، يقولون: ما عملنا شيئا بأجسامنا، فيتوبون من ذلك، وتقبل توبتهم، ما لم يحدثوا أو يعملوا.
وأما المحبون لله تعالى، العارفون به، الذين قد صارت قلوبهم محل نظره ومشاهدته، يرون اليسير من ذلك أمثال الجبال الراسية، فهم يحذرون على قلوبهم ، التي هي محل السر الإلهي، أن تتنجس أو تتلطخ بشيء من القاذورات والنجاسات، كما يخافون سدنة قصر الملك على محل نظر الملك، ومجالسه، يسير الأنجاس والأقذار،
পৃষ্ঠা ৬৭