معرفة غيره من الأسماء والصفات، إما بطريق اللزوم، أو بطريق الجمع الجامع للجميع.
فصل
إذا علم ذلك، فإن كل اسم أو صفة تقتضي معنى خاصا قام بالربوبية ، كل معنى من مدلولات الأسماء والصفات غير الآخر فكذلك يقتضي كل اسم أو صفة بمعناه الخاص عبودية خاصة من العبيد، الذين عرفوا ربهم بذلك.
فمن عرف ربه تعالى بشيء من أسمائه أو صفاته أو أفعاله فعلامة صحة معرفته وبرهانها ، أن يعبد الله تعالى الذي عرفه من ذلك الاسم الخاص، والصفة الخاصة، عبودية تناسب مقتضى السبب الموجب للمعرفة.
مثال ذلك: الرب سبحانه وتعالى اتصف بالغني القادر، العزيز القوي، فعلامة من عرفه بصفة الغني أن يقوم له قلبه بحقيقة الافتقار، فإن صفة الغني منه - سبحانه وتعالى - اقتضت - هنا - أن نعبده بالافتقار إليه، وكذلك من عرف ربه - سبحانه - بصفة القدرة اقتضت منا هذه المعرفة عبودية خاصة تناسبها، وهي صفة العجز، وكذلك صفة العزة اقتضت منا أن نعبده بصفة الذل لعزته، والخضوع لأحكامه، وكذلك صفة القدرة منه اقتضت منا أن نعبده بصفة الضعف والاستعانة بالقوي لهذا الضعيف، وأمثال ذلك.
পৃষ্ঠা ৪৫