- بحسب إمكانه - ويعطي العبودية حقها - بحسب ما قام له من برهانه - (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) .
فصل
إذا تأمل المتأمل أسماء الله وصفاته الواردة في التنزيل، وفيما أبان عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، يجد كل اسم وصفة يشير إلى معنى خاص قام بالربوبية، واقتضى ذلك للعارف ذوقا خاصا يعرف به المسمى بذلك الاسم، المتصف بتلك [الصفة]، فكان ذلك الاسم أو الصفة طاقة للعارف يدخل منها إلى جميع المعارف، فيأخذ من كل اسم أو صفة بقدر ما يلزم من تلك الصفة ، أو الاسم من جميع الأسماء والصفات، وتأخذ بقدر ما يرتبط بين ما عرفه من الأسماء والصفات، وبين بقية الأسماء والصفات، على حد قسم الله له.
مثاله : من عرف ربه تعالى بالاسم : العليم، لزمه من العليم الحياة ، أو من عرفه بالتدبير : لزمه من التدبير العلم والمشيئة، والبصر والقوة والحكمة والرزق والرحمة والقدرة، وأمثال ذلك.
أو من عرفه بصفة الكلام : لزم منه الخبير العليم الحي الموعد المخوف الجليل الجميل، أو عرفه بالاسم المنتقم : لزم منه القادر القاهر الحي الديان، وأمثال ذلك.
وأيضا فإن المعروف بتلك الصفة أو الاسم، هو المعروف ببقية الصفات والأسماء، فإذن كل اسم يسمى الله به، أو صفة اتصف بها، باب إلى صفة الموصوف، وطريق إلى محبة المعروف، ومرقاة إلى
পৃষ্ঠা ৪৪