============================================================
القانون لأهل الاعتراض، ومداواة لذوي القلوب المراض، لا يخلى سليم فير محتساج إليه، ولا قادر عن القيام عليه.
الثاني علم الفقه والأركان، وأقل ما يكفي منه عقود الأبواب وشروطها، وأوسطه ما يتسع النظر في الأحكام، وأعلاه ما تثبت به الحجة والمحجة، من العلم بالتوجيه والتنظير، والدليل والتعليل، وأنواع التقسيم، وأضر ما فيه التشدق1 في المجالس، وتشتيت الذهن بالخلافيات، واتساع التاويل في الحركات، ورؤية النفس بالتحصيل، مع مطاولة الأقران، ومكابرة الإخوان، والاشتغال بوجوه الهذيان، فتعلم مستمعا ساكنا مفتصرا على محل الفائدة، متبرئا من الدعوى، ورؤية النفس، تسلم من آفاته، وبا لله التوفيق.
الثالث علم التصوف والأحوال، وفائدته تحقيق العبودية، والنظر في وجه تعظيم الربوبية، بإقامة الحقوق والاعراض بالحق عن كل مخلوق، وأقل ما يجزىء فيه بداية الهداية" للغزالي، وأوسطه منهاجه، وبعض كتب المحاسبي2، وأعلاه كتب ابن عطباء الله ومن تحا تحوها.
فأما كتب الحاتمي وابن سبعين، وابن الفارض وأبي العباس البوني، ومن چرى مجراهم، فلها رجال لهم في الحقائق مجال، وعندهم في3 التمييز مقال، فلا يشتغل بها في البداية إلا غوي، ولا في النهاية إلا خلي، ولا في المتوسط إلا ذكي، يأخذ بما بان رشده، ويسلم ما وراء ذلك ليسلم من آفاته، وما هو إلا كما قال بعضهم، في ترجمة من كتاب له "بحر طامس يحتاج لبحري غاطس، وقد أولع به قوم فضلوا وأضلوا، وفارقوا العمل بما 1- ورد في ج: التمشدق.
2- هو الحارث بن أسد المحاسي، من اكابر الصوفية. ولد ونشأ بالبصرة ومات ببغداد 243 ه. وهو أستاذ الحنيد. من كتبه "الرعاية لحقوق الله1، "البعث المنشور1. شذرات الذهب/2: 103.
3- ورد في ح: من:
পৃষ্ঠা ৩০৮