============================================================
القانسون بالعلم، فلو علم العلم بغيره لدار، فتعين طريق الضرورة. الثاني: آن علم كل أحد بوجوده ضروري، وهذا ( علم خاص أخص من مطلق العلم، متركب2 منه ومن الخصوصية الإضافية مسبوق به، وإذا كان هذا ضروريا فسابقه أولى أن يكون ضروريا، وهو العلم من حيث هو، وهو المطلوب 3.
وأجيب بأنهما مبنيان على عدم ملاحظة الفرق، بين الحصول التصوري والاتصافي، وذلك أن حصول الشيء في القلب إما بذاته وهو الاتصاف، وأما بصورته وهو التصور، وبينهما عموم وخصوص من وجه. فالكافر مثلا يحصل الكفر اي الجحود في قلبه، وقد لا يتصوره لجهله بالحقائق والمومن قد يتصور الكفر فتحصل صورته في قلبه علما وهو ليس بكافر والايمان وغيره كذلك، فنقول في الوجه الأول: إن تصور العلم على تقدير كونه مكتسبا موقوف على تصور الغير الذي يكتسب به، وتصور ذلك الغير غير موقوف على تصور العلم ليلزم الدور، بل على حصول العلم، وفي الثاني أنه لم يحصل لكل أحد تصور العلم بوجوده، ليكون ضروري الحقيقة، بل العلم بوجوده على وجه الاتصساف: وقيسل: انظري عسير لعسر الاطلاع على داتيات الأشياء، من جنس وفصل"، واليه ذهب إمام الحرمين4 والغزالي5، قالا: "ويعرف بالقسمة والمثال".
1- ورد في ح: الضروري.
ك ورد في ح: فتركب.
3- نص منقول من شرح المقاصد مع بعض التصرف. /4: 190.
4- هو عيد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويي، أبو المعالي (419-78هه) أعلم المتأخرين من أصحاب الشافعي، ولد في حوين ورحل إلى بغداد، فمكة حيث حاور آربع سنين، من مصنفاته: "غياث الأمم1، و"الارشاد في أصول الدين، وغيرها. أعلام الزركلي /4: 160 .
ك هو أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الغزالي، الملقب بحجة الإسلام، الفقيه الشافعي، (450 505ه)، صنف الكب الفيدة في عدة فنون منها: "الوسيط1، و"البسيط1، و"الوحيز1، و1احياء علوم الدين1، ولمعيار العلم(1، و" المقاصد1، وغيرها. وفيات الأعيان اه: 216.
পৃষ্ঠা ১১৪