../kraken_local/image-021.txt
اوأما التذييل، فإنما سبيله آن يستعمل في المواطن الجامعة والمواقف الحافلة، وقد قال بشر بن المعتمر: (ينبغي للمتكلم أن ارف أقدار المعاني، فيوازن بينها وبين أقدار المستمعين، ويجعل الكل طبقة كلاما، ولكل حال مقاما، حتى يقسم أقدار المعاني، على أقدار المقامات، وأقدار المستمعين على تلك الحالات)(1) .
أمثلة لمذاهب البلاغة اوإذ قد ذكرنا من أحوال هذه المذاهب الثلاثة ما أنبا عن صورة الأمر، فإنا نأتي في كل مذهب منها بمثال مما تقدم استعمال البلغاء اياه، في جنسه، ليزيد ذلك من عمله شرحا لما وعاه من معانيه وينبية من لم يفهمه عن حقيقة الحال فيه، وأبدأ من ذلك بمذهب الإشارة: قال أحمد بن يوسف الكاتب (2) : دخلت يوما على المأمون بيده كتاب يعاود قراءته تارة بعد أخرى، ويصعد فيه طرفه ويصوب فلما مرت على ذلك مدة من زمانه، التفت إلي وقال: يا أحمد أراك ام فكرا فيما تراه مني؟ قلت: نعم. فقال: إن في هذا الكتاب كلاما ان ظير ما سمعث الرشيد يقوله في البلاغة، زعم أن البلاغة إنما هي الباعد عن الإطالة، والتقرب من معنى البغية، والدلالة بالقليل من الفظ، على كثير المعنى، وما كنق أتوهم أن أحدا يقدر على ذلك حتى قرأت هذا الكتاب، ورمى به إلي، وقال: هذا كتاب عمرو بن
অজানা পৃষ্ঠা