٨٣- وإن كان كثير من فقهائنا وعبّادنا يرون هذا أفضل من غيره فهذا غلط منهم!
٨٤- والصواب: أن أفضل الطريق طريق رسول الله ﷺ التي سنّها وأمر بها ورغّب فيها وأمر بها، والتي داوم عليها.
٨٥- وكان هديه في اللباس: أن يلبس ما تيسّر من اللباس من قطن أو صوف أو غيرهما (١) .
٨٦- فالذي رغب عما أباحه الله من لباس القطن والكتان وغيرهما تزهدًا أو تعبدًا آثم، نظير الذين يمتنعون عن لباس الصوف ونحوه ولا يلبسون إلا أعلى الثياب ترفّهًا وتكبرًا كلاهما مذموم.
ذم ثوب الشهرة
٨٧- ولهذا قال بعض السلف: "كانوا يكرهون الشهرتين من الثياب: العالي والمنخفض" (٢) .
_________
= قلت: هذه عبادة يُخْضَعُ لها ولكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية مفضولة فقد صح: نهيه ﵇ عن صوم الدهر، وصح أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، والدين يسر ومتابعة السنة أولى فرضي الله عن وكيع وأين مثل وكيع". "سير أعلام النبلاء" (٩/١٤٢، ١٤٣) .
(١) راجع: "زاد المعاد" (١/١٤٢، ١٤٣) حيث نقل ابن القيم معظم هذه الفقرات.
(٢) فمن ذلك: ما رواه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (٦٤)، وفي "إصلاح المال" (٤٠٠) عن سفيان الثوري قال: "كانوا يكرهون الشهرتين: الثياب الجياد التي يشتهر فيها ويرفع الناس إليه فيها أبصارهم، والثياب الرديئة التي يحتقر فيها ويستذل دينه".
وراجع أيضا: "تلبيس إبليس" (٢٣٨) .
1 / 46