فلسطين حتى لا تكون أندلسا أخرى
فلسطين حتى لا تكون أندلسا أخرى
জনগুলি
جعل قضية إعادة اللاجئين القضية المحورية والهدف الأساسي
الاختيار الخامس وهو أمر يقاتل من أجله بعض المسلمين، ولكن ليس بالأمر المنتشر، فبعض المسلمين يقاتل فقط من أجل إعادة اللاجئين إلى أرض فلسطين.
فأقول: إن هذا هو ما تريده إسرائيل تمامًا، أن تجعل القضية قضية لاجئين، وهنا تتدخل إسرائيل وتعرض حلولًا بتعويض اللاجئين مالًا وإسكانهم في مكان خارج فلسطين، يعني مثلًا: في الأردن أو في لبنان أو في مصر أو في ليبيا أو في أي مكان، وقد عرض بالفعل هذا من قبل، وليس هذا بجديد.
كان موشى ديان يتعجب قائلًا: يريدون إعادة اللاجئين إلى إسرائيل وهي تبلغ من المساحة ٢٨ ألف كيلو متر مربع فقط -يقصد بذلك مساحة كل فلسطين- وعندهم من الأرض ما تبلغ مساحته أكثر من ١٤ مليون كيلو متر مربع.
إشارة إلى مساحة الدول العربية المحيطة، وهو بذلك يريد أن يضيع القضية، ويشير إلى أن القضية ليست قضية أرض، إنما القضية قضية أناس لا يجدون مكانًا يسكنون فيه، فنحن سنسكنهم في أماكن أفضل من الأماكن التي سكنوا فيها من قبل، فتجد أنه بسهولة شديدة جدًا يستطيع الفلسطينيون أن يهاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ويحصلوا هناك على الجنسية الأمريكية، فيعيشون هناك في أمريكا ويتركوا أرض فلسطين.
إذًا: هناك طرح إسرائيلي بعرض مال أو بدل أو تعويض للاجئين على أن يتركوا أرض فلسطين.
البديل الآخر: أن يعودوا إلى فلسطين تحت الحكم اليهودي، وبذلك يصبحون مثل عرب إسرائيل الآن، وهم مجموعة من العرب مضطهدة تحت حكم اليهود، يعاملون بعنصرية واضحة وسيطرة كاملة، ولو سمح لهم برفع صوت فلن يكون إلا من خلال الأحزاب اليهودية الليكود أو العمل، ولو زاد الصوت عن حده لابد أن يكون العقاب إما قطع اللسان أو قطع العنق.
هذا بلا شك تضييع كبير جدًا لمفهوم القضية الصحيح، وهو أن يعود اللاجئون إلى الأرض حاكمين وليسوا محكومين بالحكم اليهودي، فلا يعيشون تحت وطأة اليهود هناك فيما يسمى بإسرائيل.
إذًا: هذا الطرح غير مقبول بالمرة، ومع ذلك يردده بعض الناس، لكن لا نقبله لا شرعًا ولا عقلًا.
3 / 9