الاستشراق وموقفه من السنة النبوية
الاستشراق وموقفه من السنة النبوية
প্রকাশক
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
জনগুলি
في النفس، وإنما كان زواجه بكل واحدة منهن لقصة وحكمة: فمثلًا تزوج النبي ﷺ أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس القرشية وهي في الخامسة والخمسين بعد وفاة خديجة ﵂، فهي مسنة وثيب، تقول عائشة ﵂: لما توفيت خديجة بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين قالت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون ﵁ للنبي ﷺ: أي رسولَ الله ألا تتزوج؟ قال: من؟ قالت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا. قال: من البكر؟ قالت: بنت أحبِّ الخلق إليك عائشة بنت أبي بكر. قال: ومن الثيب؟ قالت: سودة آمنت بك واتبعتك. فاختار النبي ﷺ سودة حيث بقيت تعاني الوحدة بعد وفاة زوجها في مكة فخشي النبي ﷺ أن ترجع إلى مكة ويفتنها أهلها في دينها فتزوجها ﷺ ليحفظها ويستر عليها ويحميها من قومها الذين أسلم عدد كبير منهم بعد هذا الزواج.
فإن النظر والإمعان في هذا الزواج فيه ما يرد كيد المغرضين والطاعنين في شخص النبي ﷺ الذي عرض عليه البكر والمسنة الثيب فاختار المسنة رفقًا بحالها وأنسًا لوحدتها وحفاظًا على دينها وعقيدتها.
وأما زواجه ﵊ بأم المؤمنين جويرية بنت الحارث ﵂ التي كانت من سبايا بني المصطلق، وتقول أم المؤمنين عائشة ﵂ في قصة زواجها من النبي ﷺ: "وقعت جويرية بنت الحارث بن المصطلق في سهم ثابت بن قيس بن شماس أو ابن عم له فكاتبت على نفسها وكانت امرأة ملاحة تأخذها العين قالت عائشة ﵂ فجاءت تسأل رسول الله ﷺ في كتابتها فلما قامت على الباب فرأيتها كرهت مكانها،
1 / 37