وعن يزيد بن أبي حبيب أن معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه سأل عنه كعب الأحبار [ق 52 أ] هل تجد لهذا النيل فى كتاب الله خبرا.
قال: أى والذى فلق البحر لموسي إني لأجده في كتاب الله، أن الله يوحي إليه في كل عام مرتين، يوحي إليه عند جرينه أن الله يأمرك أن تجرى فيجرى ما كتب الله له ثم يوحى إليه بعد ذلك يانيل عن حميدا.
وعن كعب الأحبار أنه قال: أربعة أنهار من الجنة وضعها الله تعالي في الدنيا، فالنيل نهر العسل في الجنة، والفرات نهر الخمر في الجنة وسيحان نهر الماء في الجنة وحيحان نهر اللبن في الجنة.
وقال المسعودى: نهر النيل من سادات الأنهار وأشراف البحار لأنه يخرج من الجنة على ما ورد به خبر الشريعة، وقد قالت الحكماء: أن النيل إذا زاد غاصت له الأنهار الدنيا والأعين والأبار وإذا زاد فزيادته من غيضها وغيضة من زيادتها، وليس في أنهار نهرا يسمي بحرا غير نيل مصر لكبر واستبحاره.
وقال ابن قتيبة (1) في كتاب غريب الحديث وفي حديثه (عليه السلام) نهران مؤمنان ونهران كافران. أما المؤمنات فالنيل والفرات. وأما الكافران [ق 52 ب] فدجلة ونهر بلخ. إنما جعل النيل والفرات مؤمنين أنهما يفيضان علي الأرض ويسقيان الحرث والشجر بلا تعب في ذلك ولا مؤنة. وجعل دجلة ونهر بلخ كافرين لأنهما لا يفيضان علي الأرض ولا يسقيان شيئا إلا قليلا.
وذلك القليل لا يأتى إلا بموته وكلفه، فلما اتصفا هذان بالخير والنفع كانا كالمؤمنين في الانقياد لأوامر اللع تعالى والتصديق بها، ولما اتصفا هذان بقلة الخير والنفع كانا كالكافرين في العناد وعدم الانقياد تشبيها مجازيا.
***
পৃষ্ঠা ৬৭